إسقاط الأنظمة وتغييرها، مرهون بيد الله وحده، وإرادته سبحانه، وليس بإرادة البشر قلّوا أو كثروا !!
أيها الأحبة:
إن من أبلغ دروس اليوم التي يجب أن نقف عندها، ونصحح اعتقادنا ومنهجنا في ضوئها: أن إسقاط الأنظمة وتغييرها، وعزل الرؤساء والزعماء واستبدالهم، إنما هو مرهون بيد الله وحده، وإرادته سبحانه، وليس بإرادة البشر قلّوا أو كثروا !!
فالله سبحانه هو الذي يؤتي الملك من يشاء، وينزعه ممن يشاء، ويعز من يشاء ، ويذل من يشاء، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، فإذا تطلع الناس إلى شيء من ذلك كان عليهم أولا: اللجوء إلى الله وحده الذي يملك الخلق والأمر، والتضرع إليه بأن يُولّي عليهم خيارهم، ويصرف عنهم ولاية أشرارهم…
وعليهم ثانيا: أن يتقوا الله ويخلصوا النية في طلبهم هذا، ليكون قصدهم منه تحقيق مرضاة الله عزوجل، وليس مجرد تحقيق مصالح شخصية، أو رغبات وشهوات نفسية، كالحقد والحسد، والرغبة في تداول السلطة والتناوب عليها… وهكذا.
وعليهم ثالثا: سلوك الطريق الصحيحة، واعتماد المنهج الشرعي السليم، واستخدام الوسائل المشروعة لذلك، لأن الغاية لا تبرر الوسيلة.
فإن هم فعلوا ذلك حقيقة: حقق الله أمانيهم، وأصلح لهم أمرهم، وتقبل منهم أعمالهم…
ذلك لأن الله عز وجل اشترط لإصلاح الأعمال في الدنيا، وقبولها في الآخرة، شرطين أساسيين، لابد منهما، فقال سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا، يصلح لكم أعمالكم، ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله، فقد فاز فوزا عظيما).
ولا ينبغي للمسلم أن يٌخدع بوعود كاذبة من أعدائه، أو بوقائع معينة تحدث هنا أو هناك، قَضَت فيها حكمة الله عز وجل وإرادته سبحانه، تغييرا معينا في مكان ما، تَزامَنَ مع اتخاذ بعض الأسباب المادية، فيقيس عليها الأمور، متناسيا الفروق والشروط الأساسية له، متكلا على الأسباب، وومعتمدا على عون القوى البشرية من حوله، وغافلا عن الاعتماد على رب الأرباب وخالق الأسباب، الذي له الخلق والأمر، تبارك الله رب العالمين – كما يحدث كثيرا من حولنا – !!!
نسأل الله عز وجل أن يلهمنا الرشاد والسداد في جميع أمورنا، ويرزقنا العبرة مما يجري من حولنا، وأن يغفر لنا زلاتنا، وألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، إنه غفور رحيم.
وأن يجعل الخير فيما آلت إليه الأمور في بلادنا الحبيبة، فيوفق المسؤولين إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد في أمور دينهم ودنياهم، فيضمدوا الجراح، ويؤلفوا القلوب، ويعيدوا لبلدنا الحبيب سورية، عزتها ومجدها، وأمنها واستقرارها، ويدفعوا عنها شر أعدائها…
فإن من يصدق الله يصدقه، ومن يحفظ الله يحفظه،ويجده تجاهه، ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا…
والحمد لله رب العالمين.