خاتمة سلسلة فقه المحنة

سلسلة مقالات فقه المحنة

لقد عشنا معا خلال ما يزيد على ثلاث سنوات مع ( فقه المحنة ) التي نأمل أن تودعها بلادنا خلال الأيام والأشهر القادمة، ببركة حلول شهر رمضان المبارك، شهر الخير والبركة، وشهر النصر والصبر، وشهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار…

وقد تناولنا خلال الماضي معظم الجوانب المتعلقة بالمحن والفتن التي تعيشها أمتنا، تحليلا لها، وعلاجا لمشكلاتها، واستنباطا لدروسها وعبرها، وإجابات عن التساؤلات حولها، مما يشعرنا أننا قد أدينا حقها علينا، وواجبنا تجاهها، على قدر استطاعتنا، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ونأمل أن يكون شهر رمضان هذا العام، شهر الفرقان بين المعاناة السابقة من هذه المحنة، وبين الخروج منها إلى غير رجعة إن شاء الله، لنشهد خلاله وبعده تحولا كبيرا في مفاهيمنا واهتماماتنا وواقعنا، فنركز جهدنا على تلافي آثار المحنة، وتضميد جراحها، عائدين إلى الله عز وجل، تائبين عن الخوض في هذه الفتن، منيبين إليه، متضرعين إليه أن يأخذ بأيدينا إلى ما يرضيه، وأن يعيننا على جمع كلمتنا، وإعادة ألفتنا، نابذين بذور الكراهية والفرقة، متجاوزين آثارها النفسية والاجتماعية، متناسيين آلامها، سَادّين الثغرات التي ينفذ منها شياطين الإنس والجن إلى حياتنا لإفسادها، مستغلين جهل أبنائنا وغفلتهم، دافعين لهم إلى الوقوع في شباك أعدائهم ومكرهم…

مستعينين به وحده، متكلين عليه، متيقنين بأن من يتوكل على الله فهو حسبه، وأن من يصدق الله يصدقه، ومن يحفظه يجده تجاهه، رافعين شعار: (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا ).

اللهم كما أكرمتنا بشهود شهر رمضان المبارك هذا العام، وفقنا لصيامه وقيامه، وتفهم عبره ودروسه، واجعله شهر نصر لنا على أنفسنا وشياطيننا وأعدائنا، إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير، والحمد لله رب العالمين.