قد يكون من المبكر أن يُكتب المرء في فقه المحنة، والأمة لا تزال تعيش محنتها، وتُقاسي من تبعاتها…
ولكن: لما كان جل أبطال المحنة القائمة يرفقون راية الإصلاح وينادون بشعار التغيير، ويستهينون في سبيل ذلك التضحية غال ورخيص…
كان لا بد من وقفة صادقة مع ضوابط وقواعد شرعية وعقلية تضبط مثل هذه الحراكات الشعبية، وتنَبه إلى الأخطاء التي وقع فيها كثير من العامة، وبعض الخاصة، عسى أن يكون في هذا عبرة لمن يعتبر…
وهذ القواعد والضوابط سبق إليها الأعلام السابقون، فدونوها وبادروا إلى بيانها، في الوقت الذي غفل عنها كثير من المعاصرين والمحدثين، فاضطربت مواقفهم من الأحداث الجارية، وخبط كثير منهم خبط عشواء، مما زاد المحنة محنة، والفتنة شدة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم…
كما أنه لم يكتبها الأولون من خلال تأملاتهم وأفكارهم، وإنما استنبطوها من محمل النصوص الشرعية، والتوجيهات الربانية والنبوية، التي لو تمسك بها المسلمون في كل وقتٍ، لاستغنوا بها عن كثير من النظريات الحديثة الوافدة من الغرب أو من الشرق ..!!
أسأل الله عز وجل أن يفيد بها الأمة، وأن يرفع عنها الغمة، وأن يجمع كلمة الأمة على السداد والرشاد… إنه ولي التوفيق…

٢٧ مارس ٢٠١٣ ·