وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير
كثير من الناس إذا ما وقعوا في محنة، أو أصابتهم فتنة، ولم يحسنوا الخروج منها، أو لم يوفقوا إلى حسن التعامل معها، ذهبوا إلى تبرير ما فعلوا، وتفنَّنوا في تحليل ما أصيبوا به، بدلاً من أن يتوبوا إلى الله،ويرجعوا إليه مستغفرين، معتبرين مما حدث، متذكرين واجبهم فيها، نادمين على ما فرطوا فيها…!!
وقد أنكر الله عز وجل على مثل هؤلاء إنكاراً شديداً، فقال سبحانه: “أولا يَرَون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذَّكرون“
فيكون من عقاب هؤلاء: أن تعود إليهم المصائب والمحن، وتتكرر عليهم الابتلاءات والفتن، فيخبطون فيها خبط عشواء، وتطيش فيها عقولهم، ويخرجون فيها عن صوابهم…
والأصل في المسلم أن يوقنَ بأن ما أصابه، لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن ما أصابه كان بما كسَبَت يداه، قال تعالى: “وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير”.
وقد روي عن سيدنا عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- أنه قال لمن جاء يُبَشره بنصرٍ من الله جاء متأخراً: (والله لا يقف الكفر أمام الإيمان، إلا بذنب أحدثتموه أنتم أو أنا).
فلنوجه التهمة لأنفسنا، بدلاً من أن نوجهها إلى عدونا، ولنعلم من أين أُتِينا، بدلاً من تبرير تصرفاتنا، وتغطية أخطائنا.. عسى الله أن يرفع البلاء، ويدفع عنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير.