العصبيات كلها أمراض خبيثة
العَصَبيات بأنواعها المختلفة: قومية أو عرقية، أو إقليمية، أو مَذهبية، أو حزبية… أمراض خبيثة فتاكة، لا بد من مواجهتها ومعالجتها، إذ لا يعتمد الولاء فيها على قواعد الحق والخير والفضيلة، بل يعتمد على مبدأ المناصرة ولو بالباطل والظلم والعدوان …
وهذا المرض قد يستشري في نفوس الناس ويستحكم، حتى نجد بعض فضلاء أهل العلم يتعصبون للباطل المذهبي، وبعض فضلاء المثقفين والدعاة يتعصبون للباطل الحزبي…
وكل الذرائع التي يقدمها الحزبيون والمذهبيون المتعصبون، ذرائع مرفوضة في الموازين الإسلامية الصحيحة، لا يقبل الله منها شيئا، ولا يعذر من يلتزم بالباطل تَذرعاً بها …
فكل الملل والمذاهب الباطلة التي جعل الله الآخذين بها من أصحاب النار الخالدين فيها، كانت ذرائعهم للأخذ بها، واتباعها هي من ثمرات شجرة التعصب الخبيثة.
يقول تعالى: ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله، قالوا: بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا، أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير) /21/ لقمان.
ويقول سبحانه: ( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله، قالوا: بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا، أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون)/170/ البقرة.
فعلى الدعاة الاهتمام بمعالجة هذه الأمراض الخبيثة الفتاكة، التي تفتك بالناس، فتصدهم عن قبول الحق، متأسين بمنهج الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام…( أولئك الذين هدى الله، فبهداهم اقتده…) /90/ الأنعام.
ملاحظة: الكلمة مقتبسة بتصرف كثيرمن كتاب (فقه الدعوة إلى الله) للدكتور عبد الرحمن حبنكة -رحمه الله- .