تعليقا على المحتفلين بذكرى انطلاق الفتن

حول الحراكات الشعبية

عن أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن بين يدي الساعة لهرجاً، قال: قلت: يا رسول الله، وما الهرج؟ قال: القتل، فقال بعض المسلمين: يا رسول الله: إنا نقتل الآن في العام الواحد من المشركين كذا وكذا!! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس بقتل المشركين، ولكن يقتل بعضكم بعضاً، حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته، فقال بعض القوم: يا رسول الله: ومعنا عقولنا ذلك اليوم!؟ فقال: لا، تُنزَع عقول أكثر ذلك الزمان، ويخلُف له هباء من الناس، لا عقول لهم) ثم قال الأشعري: وأيم الله، إني لأظنها مدركتي وإياكم، وأيم الله، مالي ولكم منها مخرج –إن أدركتنا- فيما عهد إلينا نبينا صلى الله عليه وسلم، إلا أن نخرج كما دخلنا فيها، وفي رواية: إلا أن نخرج منها كما دخلناها، لا نُحدث فيها شيئاً، أخرجه ابن ماجه، وهو حديث صحيح.
فيا ليت علماء الأمة اليوم، الذين يُصَدّرون الفتاوى المشجعة على القتل والقتال، أن يتأسوا بكلام وموقف الإمام أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه- هذا الذي يقول فيه: “فيما عهد إلينا نبينا صلى الله عليه وسلم”، فيخرجون من الفتنة كما دخلوا، ولا يحدثون فيها شيئاً، فيحفظوا بذلك دماء المسلمين وأعراضهم وديارهم، بدلاً من التشجيع على القتل والقتال، والاحتفاء مع الغوغاء في ذكرى انطلاق هذه الفتن، والدعوة إلى الاستمرار فيها، ومتابعة الخطوات في طريقها… والله الموفق والمسدد.

٢١ مارس ٢٠١٣ ·