المقدمة الثالثة لمقالات القواعد والفوائد الدعوية
أيها الأحبة:
سعيا مني بعد تلك الفترة التي تحدثت عنها في المقالات السابقة توجهتُ إلى تَقْعيد قواعد علم الدعوة، وتَقْييد فوائده، لتكتمل جوانبُه، وتَستقرَّ أركانه، وتَنْضبطَ مسيرتُه، وتَتَحقَّق أصالتُه ومعاصَرتُه على مدى الأزمان…
فجعلتُ من درسي العام الذي كان يُعْقَدُ في ( جامع الإمام أبي حنيفة النعمان ) في مدينتي ( حلب ) في بلاد الشام مساء كل خميس ما بين عام (2007 -2011) م، ميدانا لاستنباط القواعد والضوابط والفوائد الدعوية من خلال قراءتي لنصوصٍ مُتخَيَّرة في السيرة النبوية الشريفة، من كتاب ( البداية والنهاية ) للإمام: ابن كثير – رحمه الله تعالى – وذلك من خلال حوار مع الحاضرين حول تَفهُّم تلك النصوص، أَصِلُ به إلى مُسَوَّدة بعض القواعد والضوابط والفوائد التي أُنقِّحها وأُبيّضها لعرضها عليهم في الدرس القادم…
فتم معي بفضل الله وتوفيقه استنباطُ واستخلاص أكثر من خمسين قاعدة أو فائدة أو ضابط دعوي، في جانب واحد وعنصر واحد من جوانب الدعوة الإسلامية وعناصرها، ألا وهو: ( جانب التبليغ ) في تلك الفترة…
ثم تابعت ذلك العمل في استنباط مثل تلك القواعد والفوائد في ( جانب التربية والتزكية )…
ثم قدَّر الله – عز وجل – أن تتوقف تلك الدروس بسبب الفتنة التي سادت في البلاد، وحسبنا الله ونعم الوكيل…
وإلى متابعة المقدمات في المقالة التالية بإذن الله…