(المقدمة الرابعة لمقالات القواعد والفوائد الدعوية)
أيها الأحبة:
من الجدير بالذكر – قبل البدء بعرض القواعد والفوائد الدعوية المستنبطة – أن أَلفِتَ نظر القارئ الكريم إلى أن ما سأعرضه عليكم من قواعد وفوائد دعوية، إنما يمثل المرحلة الأولى من مراحل نشوء القواعد العلمية عادة في الغالب، حيث تنشأ معظم القواعد العلمية – أصولية كانت أو فقهية أو دعوية – في مرحلتها الأولى على شكل فائدة واضحة مفصلة، تُمهِّدُ للمتخصص في العلم نفسه الطريقَ إلى التَفنُّن في صياغتها صياغة مختصرة مُرَكَّزة في المرحلة الثانية…
كما تتعرض بعد ذلك في المراحل التالية لأشكالٍ من النقد والتعديل والتمحيص في الصياغة لتصبح بعد ذلك قاعدة كلية جامعة مانعة معتمدة من قبل علماء أي علم من العلوم، كما حدث في نشأة كثير من القواعد الأصولية والفقهية التي قد تكون محل اتفاق بين العلماء، أو محل اختلاف بينهم أحيانا بحسب اجتهاد الناظر فيها، أو بحسب أحكام وضوابط مذهبه ومنهجه المعتمد لديه…
فلا يَعْجبَنَّ أحد من أسلوب صياغتها أو من طولها في هذه المرحلة… فقد يأتي اليوم الذي تُصْقَلُ فيه هذه الصياغة المبدئية بإذن الله على أيدي علماء الدعوة، فتضاهي في صياغتها صياغة القواعد السابقة في العلوم الأخرى…
وإلى البدء بعرض تلك القواعد والفوائد في المقالة القادمة بإذن الله…
والباب واسع مفتوح، والصدر رَحبٌ بأي سؤال حول هذه القواعد، أو نَقْد واستدراك عليها من قبل المتابعين الأفاضل…