القاعدة والفائدة الدعوية الخامسة عشرة في جانب التبليغ
أيها الأحبة:
لقد حقَّقَ موقفُ الصبرِ على الأذى، والمسالمةِ منه صلى الله عليه وسلم في الأيام الأولى للدعوة فوائد عديدة، من تلك الفوائد:
أ – رسمُ قدوة عملية صالحة لأصحابه وللدعاة من بعدهم في الصبر والمصابرة والتحمل في سبيل الدعوة.
ب – العزاء والسلوان للمستضعفين من أصحابه وغيرهم من الذين لا يقدرون على دفع الظلم ومقاومته – كآل ياسر، وبلال، وابن مسعود – وغيرهم رضي الله عنهم جميعا.
ج – إشعار العقلاء والمنصفين من غير المستجيبين لدعوته بصدق دعوته صلى الله عليه وسلم، وقوة يقينه بانتصارها، وتضحيته في سبيلها، مما جعل بعضهم يفكر في حقيقة دعوته وعظم أمرها.
د – تحريك عواطف بعض المخالفين تجاه المسلمين، لعلهم يقفون موقف الحياد والمسالمة منه ومن أصحابه إذ لم يسلموا.
ه – دَفعُ تصاعد الموقف العدائي ضده وضد دعوته وأصحابه، حتى لا يَشُن الأعداء حربا شعواء، لا قِبَلَ للمسلمين على ردها في ذلك الوقت، فَيُقْضى على الدعوة في مهدها.
إلى غير ذلك من فوائد متوقعة.