القاعدة والفائدة الدعوية الحادية والعشرون في جانب تزكية النفس البشرية وتربيتها
ومن أبرز الشبهات الصارفة عن التزكية، والمعيقة لها: شبهة الإرجاء، وشبهة الجَبْر والاحتجاج بالقَدر.
وأما شبهة الإرجاء:
فيراد بها هنا الفصل بين حقيقة الإيمان، وبين العمل الصالح، فيعتقد المرجئ: أن التصديق بوجود الله، والإيمان به وبرسله يغني عن القيام بالأعمال الصالحة، فلا يضر عندهم مع الإيمان ذنب، كما لا تنفع مع الكفر طاعة، مما يجعل المرء يقع في المعاصي دون خوف ولا وجل، معتقدا أن تصديقه بالله وحده، ينجيه من عذاب الله..!!!
فيصرفه هذا المُعْتَقَدُ الباطل عن تزكية النفس بترك المعاصي وفعل الطاعات!!!
وأما شبهة الجَبْر والاحتجاج بالقَدَر:
فتعني أن الإنسان مُسير في جميع أحواله، ومجبور على جميع تصرفاته وأفعاله من قبل خالقه، ولا دخل لإرادته الشخصية في ذلك كله!!!
فيعذر نفسه فيما تقع فيه من المعاصي، أو تقصر فيه من طاعات، وتصرفُه عن الاهتمام بمجاهدة النفس وتزكيتها، لأن كل شيء مُقَدَّرٌ عليه لا محالة!!!