القاعدة والفائدة الدعوية الثامنة والعشرون في جانب تزكية النفس البشرية وتربيتها
المعوق الثاني للتزكية، وهو: البيئة الفاسدة:
تعد البيئة السيئة من أكبر العوائق العملية أمام تزكية النفس وتربيتها، فالمرء ابن بيئته، ومن البيئات السيئة: (الأسرة، والروضة، والمدرسة، وبيئات العمل المتنوعة في المجتمع…..) ومن هنا:
جاء التعوذ في القرآن الكريم من شياطين الجن والإنس على السواء، وقد يكون بعض شياطين الإنس أخطر على المرء من شياطين الجن.
فقد جاء في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة قال: قال النبي ﷺ:
(كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ تُنْتَجُ الْبَهِيمَةَ هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ).
وجاء في الحديث الصحيح: (يقول الله عزوجل: … وَإِنِّى خَلَقْتُ عِبَادِى حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِى مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا …)
وكثيرا ما كانت البيئات الفاسدة، قديما وحديثا سببا صارفا عن الإيمان والإسلام!!!
يقول تعالى:
(وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ).(الزخرف: 23).