القاعدة والفائدة الدعوية العاشرة في جانب التعليم
أيها الأحبة:
كما حَذَّر الرسول – صلى الله عليه وسلم – من العلم الذي لا ينفع، حتى يتوجه المسلم إلى العلم النافع:
حتى جعل من دعائه صلى الله عليه وسلم التعوذ منه، فقد روى مسلم عن زيد بن الأرقم – رضي الله عنه – قال:
( كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: ” اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يُستجاب لها “).
وقد علق شيخنا على قوله: ” من علم لا ينفع ” بقوله: ( هو العلم الذي يؤدي إلى ضرر لصاحبه أو لغيره من الناس، فهو مذموم من حيث ما يؤدي إليه، إذ الوسيلة إلى الشر شر بلا ريب. فالعلم بالحيل والإفساد والطرق التي يتمكن بها عالمها من إضاعة الحقوق: مذموم يُتعوَّذُ منه، وكذلك العلم الذي يتمكن به صاحبه من سرقة أموال الناس والسطو عليها وطمس آثار الجريمة فيها: علم لا ينفع، وهو شر لا ريب فيه )، ثم قال: ( فمثل هذا العلم أو ذاك، الجهل به أحسن على الإنسان مآلا من العلم به، ولا يُنكر كون بعض العلم ضارا لبعض الناس، كما يَضرُّ لحمُ الطير وأنواع الحلوى اللطيفة بالصبي الرضيع بل رب شخص ينفعه الجهل ببعض الأمور )، ثم قال: ( وكم من إنسان خاض فُضولا منه في علم لا حاجة له به، فاستضر به في دينه أو دنياه، وأضاع فيه جزءا كبيرا من عمره الذي هو أنفس ما يملكه، وذلك غايةُ الخسران. وما كان أغناه عن مثل هذا العلم الفضولي، الذي لو لم يخض فيه لكان خيرا له، فاللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وجنبنا ما يضرنا في ديننا أو دنيانا يا أرحم الراحمين ). صـ 20 – 21.