القاعدة والفائدة الدعوية الخامسة عشرة في جانب التعليم
أيها الأحبة:
ومن أساليبه صلى الله عليه وسلم في التعليم: تعليمه الشرائع بالتدريج:
وكان صلى الله عليه وسلم يراعي التدريج في التعليم، فكان يقدم الأهم فالأهم، ويُعلم شيئا فشيئا نجما نجما، ليكون أقرب تناولا، وأثبت على الفؤاد حفظا وفهما.
روى ابن ماجه عن جندب بن عبد الله – رضي الله تعالى عنه -، قال:
( كنَّا معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ونحنُ فتيانٌ حزاورةٌ – أي: قاربنا البلوغ – فتعلَّمنا الإيمانَ قبلَ أن نتعلَّمَ القرآنَ ثمَّ تعلَّمنا القرآنَ فازددنا بِه إيمانًا ).
وروى البخاري ومسلم، واللفظ له: عن ابن عباس – رضي الله عنهما -: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – بَعَثَ معاذا إلى اليمن، فقال: ( إنَّكَ سَتَأْتي قَوْمًا أهْلَ كِتَابٍ، فَإِذَا جِئْتَهُمْ، فَادْعُهُمْ إلى أنْ يَشْهَدُوا أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لكَ بذلكَ، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ قدْ فَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لكَ بذلكَ، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ قدْ فَرَضَ عليهم صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِن أغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ علَى فُقَرَائِهِمْ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لكَ بذلكَ، فَإِيَّاكَ وكَرَائِمَ أمْوَالِهِمْ واتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فإنَّه ليسَ بيْنَهُ وبيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ ). صـ 77.