القاعدة والفائدة الدعوية السادسة عشرة في جانب التعليم
أيها الأحبة:
ومن أساليبه صلى الله عليه وسلم في التعليم: رعايته الاعتدال والبعد عن الإملال:
فقد كان يتعهد أوقات أصحابه وأحوالهم في تذكيرهم وتعليمهم، لئلا يَمَلُّوا، وكان يراعي في ذلك القَصْدَ والاعتدالَ.
روى البخاري في ” صحيحه ” في كتاب العلم ” باب ما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يَتَخَوَّلُهم بالموعظة والعلم، كي لا ينفروا “، ومسلم في ” صحيحه ” في ” باب الاقتصاد في الموعظة “، واللفظ لمسلم، عن الأعمش عن شقيق أبي وائل، قال:
( كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ بَابِ عبدِ اللهِ – بن مسعود – نَنْتَظِرُهُ، فَمَرَّ بنَا يَزِيدُ بنُ مُعَاوِيَةَ النَّخَعِيُّ، فَقُلْنَا: أَعْلِمْهُ بمَكَانِنَا، فَدَخَلَ عليه فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ عَلَيْنَا عبدُ اللهِ، فَقالَ: إنِّي أُخْبَرُ بمَكَانِكُمْ، فَما يَمْنَعُنِي أَنْ أَخْرُجَ إلَيْكُمْ إلَّا كَرَاهيةُ أَنْ أُمِلَّكُمْ، إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَتَخَوَّلُنَا – أي: يَتَعهدُنا – بالمَوْعِظَةِ في الأيَّامِ، مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا ).
وروى البخاري ومسلم أيضا عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:
( يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا ). صـ 80 – 81.