القاعدة والفائدة الدعوية الثامنة عشرة في جانب التعليم
أيها الأحبة:
ومن أساليبه صلى الله عليه وسلم تعليمه بالحوار والمساءلة:
وكان يفعل ذلك كثيرا لإثارة انتباه السامعين، وتشويقهم إلى معرفة الجواب، وتدريبهم على إعمال الفكر… ومن ذلك:
أ- ما رواه مسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( أَتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟ قالوا: المُفْلِسُ فِينا مَن لا دِرْهَمَ له ولا مَتاعَ، فقالَ: إنَّ المُفْلِسَ مِن أُمَّتي يَأْتي يَومَ القِيامَةِ بصَلاةٍ، وصِيامٍ، وزَكاةٍ، ويَأْتي قدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعْطَى هذا مِن حَسَناتِهِ، وهذا مِن حَسَناتِهِ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُهُ قَبْلَ أنْ يُقْضَى ما عليه أُخِذَ مِن خَطاياهُمْ فَطُرِحَتْ عليه، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ ). صـ 95.
فكان من سؤاله لهم أولا، ثم تَبْيِينِه ما هو جوابُ سؤالِه ثانيا: تنبيهٌ منه صلى الله عليه وسلم للأذهان، أنَّ الإفلاسَ الحقيقيَ هو الإفلاسُ يوم القيامة!
ومن أشهر أمثلة الحوار حديث جبريل في تعليم أركان الإسلام، والإيمان، والإحسان.
حيث جرى الحوار بينه صلى الله عليه وسلم وبين جبريل عليه السلام، وهو حديث طويل مشهور متفق عليه. صـ 95 – 99.