(القاعدة والفائدة الدعوية العشرون في جانب التعليم)
أيها الأحبة:
نقل شيخنا في تعليقه في الحاشية على حديث أنس بن مالك السابق عن الحافظ ابن رجب في شرح البخاري:
( قَالَ الْعُلَمَاءُ: يُؤْخَذُ مِنْ مَنْعِ مُعَاذٍ مِنْ تَبْشِيرِ النَّاسِ لِئَلَّا يتكلوا: أن أَحَادِيث الرُّخص لا تشاع فِي عُمُومِ النَّاسِ، لِئَلَّا يَقْصُرَ فَهْمُهُمْ عَنِ الْمُرَادِ بِهَا، وَقَدْ سَمِعَهَا مُعَاذٌ فَلَمْ يَزْدَدْ إِلَّا اجْتِهَادًا فِي الْعَمَلِ وَخَشْيَةً لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَأَمَّا مَنْ لَمْ يَبْلُغْ مَنْزِلَتَهُ، فَلَا يُؤْمَنُ أَنْ يُقَصِّرَ اتِّكَالًا عَلَى ظَاهِرِ هَذَا الْخَبَرِ ). ثم قال شيخنا:
( وعلى هذا المنوال مِنْ تَرْكِ التحديث لكلِّ واحدٍ بكلِّ شيء، جَرَى عَمَلُ الصحابة، فَمَنْ بعدهم من أهل العلم، فقد روى الإمام البخاري في كتاب العلم عن علي – رضي الله تعالى عنه – قال: حَدِّثُوا النَّاسَ، بما يَعْرِفُونَ أتُحِبُّونَ أنْ يُكَذَّبَ، اللَّهُ ورَسولُهُ ). صـ 81 – 82.