القاعدة والفائدة الدعوية الثامنة والعشرون في جانب التعليم
أيها الأحبة:
ومن أساليبه صلى الله عليه وسلم في التعليم: تَعْليمُه برَفْع المَنهي عنه بيده تأكيدا لحرمته.
وذلك ليكون أوْعى للنفوس، وأوضح في الدلالة على التحريم والمنع.
روى أبو داوود والنسائي وابن ماجه، واللفظ له، عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه -، قال:
( أخَذَ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حريراً بشماله، وذهباً بيمينه، ثم رفع بهما بيده فقال: إن هذين حرامٌ على ذكور أمتي، حِلٌّ لإناثهم ).
وروى الإمام أحمد في مسنده عن عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – قال:
( إن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يأخذ الوَبْرةَ من جَنْبِ البعير من المَغْنم، فيقول:
ما لي فيه إلا مثل ما لأحدكم منه، إياكم والغلول، فإن الغُلولَ خِزْيٌ على صاحبه يوم القيامة، أَدُّوا الخيط والمِخْيَط وما فوق ذلك، وجاهدوا في سبيل الله تعالى القريبَ والبعيدَ، في الحضرِ والسفرِ، فإن الجهاد بابٌ من أبواب الجنة، إنه ليُنجي الله تبارك وتعالى به من الهمِّ والغمِّ، وأقيموا الحدودَ في القريب والبعيد، ولا يأخُذْكم في الله لومةُ لائم ). صـ 126.