القاعدة والفائدة الدعوية الحادية والثلاثون في جانب التعليم
أيها الأحبة:
ومن أساليبيه صلى الله عليه وسلم التعليمية: لَفْتُه السائلَ إلى غير ما سأل عنه.
وكان يَفعَلُ هذا لحِكمةٍ بالغة يراها صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك:
ما رواه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري عن أنس بن مالك – رضي الله عنه -:
( أن رجلا قال لرسول الله – صلى الله عليه وسلم -: متى الساعة يا رسول الله؟ قال: ما أَعْدَدتَ لها؟ قال: ما أَعْدَدتُ لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة، ولكني أحبُّ الله ورسوله، قال: أنتَ مع مَنْ أحْببتَ ).
فَلَفَتَهُ صلى الله عليه وسلم عن سؤاله عن وقت قيام الساعة الذي اختَصَّ الله تعالى بعلمه، إلى شيء آخر هو أحوج إليه، وأفضلُ نَفْعاً عليه، وهو: إعدادهُ العملَ الصالح للساعة.
وزاده صلى الله عليه وسلم: أن الإنسان يُحْشَرُ مع مَنْ يُصاحبُ ويحبُّ، وفي هذا تَبْصيرٌ للإنسان، وتَحذيرٌ من أن يَتَّخذَ في الدنيا قرينا له غير صالح، فيكون معه في الآخرة حيث يكونُ، ويُسَمَّى هذا الأسلوب ” أسلوبَ الحكيم “. صـ 145.