القاعدة والفائدة الدعوية السابعة والثلاثون في جانب التعليم
أيها الأحبة:
ومن أساليبه صلى الله عليه وسلم التعليمية: انتهازه المناسبات العارضة في التعليم.
فكان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يَنْتهزُ المُناسَبةَ المُشُاكِلةَ لما يريد تعليمه، فيربط بين المناسبة القائمة، والعلم الذي يُريدُ بَثَّه وإذاعتَه، فيكون من ذلك للمخاطبين أبيَنُ الوضوح، وأفضلُ الفَهْم، وأقوى المعرفة بما يَسمعون ويُلقَى إليهم.
روى مسلم عن جابر – رضي الله عنه -: ( أنَّ رَسولَ اللهِ – صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ – مَرَّ بالسُّوقِ، دَاخِلًا مِن بَعْضِ العَالِيَةِ – قرى بظاهر المدينة -، وَالنَّاسُ كَنَفَتَهُ – أي: جانبيه -، فَمَرَّ بجَدْيٍ مَيِّتٍ أَسَكَّ – أي: صغير الأذنيين -، فَتَنَاوَلَهُ فأخَذَ بأُذُنِهِ، ثُمَّ قالَ: أَيُّكُمْ يُحِبُّ أنَّ هذا له بدِرْهَمٍ؟ فَقالوا: ما نُحِبُّ أنَّهُ لَنَا بشيءٍ، وَما نَصْنَعُ بهِ؟ قالَ: أَتُحِبُّونَ أنَّهُ لَكُمْ – أي: بلا شيء مَّا -؟ قالوا: وَاللَّهِ لو كانَ حَيًّا، كانَ هذا السَّكَكُ عَيْبًا فِيهِ، لأنَّهُ أَسَكُّ، فَكيفَ وَهو مَيِّتٌ؟ فَقالَ: فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ علَى اللهِ، مِن هذا علَيْكُم ).