درء المفاسد وتقديم المصالح
يقول الإمام ابن تيمية – رحمه الله :-
(المؤمن ينبغي له أن يعرف الشرور الواقعة، ومراتبها في الكتاب والسنة، كما يعرف الخيرات الواقعة، ومراتبها في الكتاب والسنة، فيفرق بين أحكام الأمور الواقعة الكائنة، والتي يراد إيقاعها في الكتاب والسنة، ليقدم ما هو أكثر خيرا، وأقل شرا على ما هو دونه، ويدفع أعظم الشرين، باحتمال أدناهما، ويجتلب أعظم الخيرين بفوات أدناهما… فإن لم يعرف الواقع في الخلق , والواجبَ في الشرع، لم يعرف أحكام الله في عباده، وإذا لم يعرف ذلك, كان قوله وعمله بجهل، ومَنْ عبد الله بغير علم، كان ما يفسد أكثر مما يُصلح). انظر قاعدة في المحبة 119.
ويقول أيضا: ( السيئة تحتمل في موضعين: دفع ما هو أسوأ منها، إذا لم تدفع إلا بها، وتحصيل ما هو أنفع من تركها، إذا لم تحصل إلا بها.
والحسنة تترك في موضعين: إذا كانت مفوتةً لما هو أحسن منها، أو مستلزمةً لسيئةٍ تزيد مضرتها على منفعة الحسنة) مجموعة الفتاوى(20/53).
أقول: جزى الله علماءنا كل خير، على ما بَينوه لنا من أمور تلتبس على كثير من الناس، فلا بد من الرجوع إليهم، والالتزام بتوجيههم، فهم أمنةٌ لهذه الأمة ,وما أحوجنا اليوم إلى مثل هذه الضوابط والقواعد في سبيل الإصلاح والتغيير التي غفل عنها كثير من المسلمين اليوم .
اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علما وعملا وفقها في الدين.