لا تستبدل رضا الخالق برضا الخلق
من الحكم الجميلة المشهورة، الحكمة القائلة: (إن إرضاء الناس غاية لا تدرك، وإرضاء الله غاية لا تُترك، والأحمق الذي يُضيع الغاية التي لا تُترك، في سبيل الحصول على الغاية التي لا تدرك)
فكم في الناس من يبحث عن إرضاء الناس بسخط الله عز وجل، فيسعى جاهداً، ويبذل وسعه في إرضاء الناس، ولو اضطره ذلك لإراقة ماء وجهه، أو تغيير كلامه، وتكذيب نفسه، أو تغيير قناعته ومواقفه تبعاً لإرضاء فلان أو فلان… ولا سيما إذا ظن واهما غلبة طرف على طرف، أو شخص على آخر!!
ثم يجد نفسه في الدنيا منبوذاً مذموماً من أقرب الناس إليه، فيعض أصابع الندم يوم لا ينفع الندم، فيأسى على تلك الكلمات والمواقف… ويلقى عقابه في الآخرة، وبئس المصير.
وكم من الناس من قدّم إرضاء الله على إرضاء الناس، فتمسّك بالحق على الرغم من قلة المتمسكين به، ورَفَض الباطل على الرغم من كثرة المؤيدين له، مُقَدّما رضاء الله على رضاء غيره.. فنال بذلك مأربه ومقصده من رضاء الله في الدنيا والآخرة، وأرضى الله عنه كثيراً من الناس بعد سخطهم عليه… لأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلّبها كيف يشاء، فيضع الله له القبول في الأرض –كما ورد في الأحاديث الصحيحة-!!
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا، ويوم يقوم الأشهاد، واجعلنا من الذين يشترون رضاءك بسخط الناس، وأعذنا من شر نفوسنا، وسيئات أعمالنا، إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير