إلى المتطلعين إلى نَصر الله عز وجل، والمستأخرين له، والمتخبطين في تعليل ذلك..
إلى المتطلعين إلى نَصر الله عز وجل، والمستأخرين له، والمتخبطين في تعليل ذلك، أقول :
(لقد وعد الله عز وجل عباده المؤمنين بالنصر والتثبيت لِمَن ينصره، فقال سبحانه: ( إن تنصروا الله ينصركم، ويثبت أقدامكم.. )
إلا أنّ نصر الله ليس شعارا يُرفع، أو دَعوى تُدعى، وإنما هو اتباع منهج الله ومنهج رسوله، والالتزام بهديهما في كل شيء، ولا سيما في أمور القتال …
ونَصرُ الله يكون لمن يُحبه الله، وليس لمن يبغض.. ! يقول تعالى ( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا، كأنهم بنيان مرصوص ..)
وإن مفهوم المخالفة لهذا النص يَدلُ على أن الله لا يُحب الذين لا يقاتلون في سبيله، وإنما يقاتلون لأغراض أخرى ، كما يدل على أنه لا يحب الذين يقاتلون في سبيله صفوفا متعددة، أو صفا غير مُرتص – كما تقتضيه القواعد اللغوية الأصولية –
ولا عَجَب، فإن التعددية مقبولة في الميادين العلمية و الفكرية والدعوية… وليسَت مقبولة في ميادين القتال والمواجهة التي تستلزم وحدة الصف المتماسِك .
فإذا تأخر النصر على المقاتلين في قتال ما، تَعيّن عليهم أن يُراجعوا أنفسهم في صلاح نياتهم ومقاصدهم من القتال أولا، وفي مَدى إحكام خطتهم، وقوة إعدادهم ثانيا، وفي مدى تحقيق وَحدة كلمتهم ثالثا، وفي ارتصاص صفهم رابعا… قبل أن يُرجعوا السبَبَ إلى تقصير غيرهم، أو إلى قوة عدوهم، كما فعل عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – حينما أخبر بتأخر النصر على المقاتلين ، فقال لهم: ( إنه لا يتأخر النصر إلا بذنب أحدثتموه أنتم أو أنا ) !! فإن تَخلفَ أمرٍ واحد من هذه الأمور ، قد يُبعد النصر ويؤخره ، فإن وَعد الله حق ، وإن قوله الصدق سبحانه .
أسأل الله عز وجل أن يوقظنا من غفلتنا ، وأن يَرُدنا إلى دينه ردا جميلا ، وأن يرزقنا اتباع منهجه وهديه في جميع أمورنا، وأن يغفر لنا زلاتنا، وأن يرفع عنا غَضَبه ومَقتَه، وأن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا… إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين..
11 ذي القعدة 1433 هجري
27-09-2012 ميلادي