من وسائل النجاة من الفتن

10-2012 | حول الحراكات الشعبية

إجابة عن تساؤلات بعض الأحباب عن وسائل النجاة من الفتن، التي كثرت في هذه الأيام، وجعلت الحليم حيرانا، أقول:
إن من أهم تلك الوسائل في نظري:
– التمسك بكتاب الله عزوجل، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والالتزام الكامل بمنهج الله وهديه، فهما خير عاصم من الضلال، والمنجيان من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، كما تدل على ذلك النصوص الشرعية الصريحة.
– التسلح بالعلم والتفقه في الدين، فبالعلم يظهر الحق من الباطل، ويعرف الخير من الشر، وبالجهل تختلط الأمور، ويلتبس الحق بالباطل.
– الرجوع إلى أهل العلم والالتزام بما تتفق عليه كلمتهم في الأمور العامة، والشائكة والملتبسة… لأن الله أمر بالرد إليهم بعد الرد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ولأن مثلهم مثل النجوم في السماء، يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا طمست النجوم أوشك أن تضل الهداة .
– تجنب المشاركة في الفتن والدخول فيها، عندما تختلف أقوال العلماء في تشخيصها والحكم عليها، احتياطا لأمر الدين، و درءا للمفاسد المترتبة على اختلاف أقوال العلماء فيها، والتي من أخفها: انقسام مواقف الناس منها، وتنازعهم حولها، ذلك لأن هذا الاختلاف نفسه يُعد مظهرا من مظاهر الفتنة، ولا يصح أن يعامل معاملة الاختلاف العلمي في المسائل الأخرى التي يُتوسع في الأخذ بأي قول من أقوالهم .
– مجاهدة الشح المطاع والهوى المتّبع والإعجاب بالرأي، حيث وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأمراض الثلاثة بالمهلكات، فكثيرا ما ترك الناس مرجعياتهم الشرعية في المواقف الصعبة، وبحثوا عن غيرها من مرجعيات استجابة لهوى، أو إعجابا بالرأي..!!
– إمساك القلم واللسان عن الخوض فيها، والجدل الثائر حولها، لأن ذلك يزيد من شرها، ويعمق خطرها.
– الإكثار من ذكر الله عزوجل ولا سيما من الاستغفار والدعاء، فبذكر الله تطمئن القلوب، وبالاستغفار تُمحى الذنوب ، وبالدعاء تفرج الكروب …
– يقول الله تعالى في الحديث القدسي: (أنا مع عبدي إذا ذكرني…)، ويقول في كتابه الكريم : (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) ويقول أيضا : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) .
– الاشتغال بالدعوة إلى الله، أمراً بالمعروف، ونهياً عن المنكر، وذلك دفعا لغضب الله، وجَلباً لرضاه، فهو القائل سبحانه: (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ ) .
إلى غير ذلك من وسائل منجية بإذن الله تعالى تدل عليها النصوص الشرعية بمنطوقها ومفهومها ويؤيدها العقل السليم المنصف ، وتثبتها التجارب العملية على مدار الزمن .
أسأل الله عزوجل أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وأن يلهمنا السداد والرشاد في القول والعمل، إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين..

15-10-2012
01-10-2012