المربية الصالحة الحاجة السيدة بشرى قضيماتي
المربية الصالحة الحاجة السيدة: بشرى – حفظها الله تعالى – بنت الحاج الصالح محب العلماء السيد: محمد أديب قضيماتي – رحمه الله تعالى رحمة واسعة -، وهو التاجر الحلبي الوجيه المعروف بصدقه وصفائه، والذي كان شديد المحبة والتعلق بالشيخ المربي أحمد عز الدين البيانوني – رحمه الله تعالى – حيث كان ملازما لمجالسه ومتأثرا بتوجيهاته، ومتأسيا به في تسمية أبنائه وبناته.. وكان شديد المحبة للعلماء، سريع الاستجابة لمطالبهم واحتياجاتهم المادية، وكان كثير الاستضافة في منزله في حلب الشهباء للعلماء من داخل حلب وخارجها، والذين كان من أبرزهم فضيلة الشيخ المربي محمد أبو النصر خلف، والشيخ إبراهيم الغلاييني – رحمهما الله تعالى – وغيرهم من العلماء والمشايخ..
وبنت الحاجة الكريمة السيدة الشريفة: صبيحة بنت عمر زيتوني الحسنية – حفظها الله وأمدها بالصحة والعافية – الحسيبة النسيبة الوجيهة التي كانت عونا لزوجها في إكرام كبار العلماء الذين كانت تسعد بتقديم الطعام والشراب والخدمة لهم، وتحظى بدعواتهم ومباركاتهم لها ولأسرتها..
ولدت السيدة: بشرى في حلب بتاريخ : ١١/٤/ عام ١٩٤٨ م، وأكرمها الله تعالى بأن خصها بدعوات كبار العلماء الذين كانوا كثيرا ما يأتون بيت والدها – رحمه الله – كما حظيت بتحنيك الشيخ محمد أبي النصر خلف – رحمه الله – لها وهي رضيعة، ونشأت في بيت أسرتها المباركة، نشأة طيبة..
ثم أصبحت زوجة لفضيلة الشيخ الدكتور محمد أبي الفتح نجل الشيخ أحمد عز الدين البيانوني – رحمه الله – وذلك في عام 1963م، حيث انتقلت إلى بيت الشيخ المربي أحمد عز الدين البيانوني – رحمه الله – وعاشت سنوات في صحبته والاستفادة منه، حيث كان الشيخ رحمه الله أنموذجا فريدا في التربية والإصلاح، والأخذ بالعزائم والسعي نحو الكمالات، وكان شديد الاهتمام والعناية ببيته وأسرته، متميزا في دقة التربية والمتابعة، والسير بانتظام وترتيب، فنالت من هذه الصحبة خيرا كثيرا..
وقد استمرت في صحبة زوجها سفرا وحضرا، ورحلة وهجرة في طلب العلم والدعوة إلى الله تعالى، وبَقيَت ربة بيت، وزوجة مثالية، وأُماً مربية، عُنيَت بتربية أبنائها وبناتها العشرة أحسن تربية، وأنشأتهم التنشئة الصالحة، وحرصت على تعليمهم وإتمام دراساتهم، والمبادرة إلى نصحهم وإرشادهم وتوجيههم، ومتابعة أحوالهم حتى بعد زواجهم، حرصا منها على سلامة سيرهم على المنهج الذي تربوا عليه، ونشؤوا في رحابه.. مؤكدة على حسن علاقاتهم فيما بينهم، وإحسان علاقاتهم مع أقاربهم وأرحامهم، باذلة كل جهد في التقويم والإصلاح بين الأقارب والأرحام بشكل عام..
كما كانت نِعمَ العون لزوجها في كثير من نشاطاته الدعوية، و تَحمّلَت معه كثيرا مما تحمل من أعباء الدعوة سفرا وحضرا، كما كانت حَسَنةَ العلاقة مع الآخرين، محبة لهم الخير، ومُكرِمَةً لضيوف زوجها وضيوفها أحسن الإكرام، حيث كان بيتها يعج بالضيوف والزائرين من الأقارب والأرحام، وطلاب العلم والدعاة إلى الله تعالى، وكانت تسارع إلى تقديم الضيافة والخدمة لهم، حتى عرف عنها ذلك بين كبار العلماء الذين كانوا كثيرا ما يترددون على بيت زوجها، فلا يكاد تمر أيام إلا وفي بيتها لقاء أو اجتماع علمي أو دعوي، مما أكرمها بكثير من الدعوات المباركات من كبار علماء ومشايخ بلاد الشام وغيرها..
شكر الله لها، ومتعها بالصحة والعافية، وحفظها وأسرتها، وجزاها خيرا، وأقر عينها بما يسعدها ويرضيها… آمين.