فقه الدعوة إلى الله
(بعض الأساليب والوسائل الدعوية المعينة على تجاوز عقبة الانتصار لسوابق الأفكار والمعتقدات والعادات…)
يقول تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن..)الآية/125/من سورة النحل.
ويقول سبحانه: (يؤتي الحكمة من يشاء، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا)/269/سورة البقرة.
ومن مقتضيات الحكمة ومتطلباتها في سبيل معالجة هذه العقبة:
– اكتساب الداعية ثقة المدعو بعلمه، وأخلاقه، وإدراكه لبواطن الأمور، وقوة حجته…
– اتخاذ الطرق غير المباشرة واللطيفة لهدم ما لديه من معتقدات باطلة وأفكار خاطئة، وعادات سيئة…
– التدرج في معالجة هذه العقبة، والبدء بأهمها وأخطرها عند المدعو.
– اعتماد الأسلوب العلمي والعقلي لكشف بطلانها وسوئها…
– التلطف في غرس البدائل الصالحة في نفس المدعو وفكره.
– الإقناع بضرورة التحرر من المؤثرات العاطفية، والعصبيات المذهبية والقومية وغيرها…
– الابتعاد عن إثارة النعرات الأنانية عند المدعويين …
وينبغي على الداعية التزام المعالجة برفق وحكمة في الأحوال العادية، ولا يصح العدول عن الرفق واللطف إلا استثناءً في بعض حالات العناد الشديد، والإصرار على الباطل بعد كشفه… وذلك كتَسفيه المعاند، ودَمْغه بالتحجر واتباع الهوى، والعمى عن الحق…
كما حدث لموسى وهارون عليهما السلام مع فرعون، حيث دعواه بلطف ورفق كما أمرهما الله عز وجل فقال: ( فقولا له قولا لينا، لعله يتذكر أو يخشى..)
فلما بلغ من عناده وتكبره ما بلغ، قال له موسى عليه السلام: ( إني أظنك يا فرعون مثبورا..)
فإنه لكل مقام مقال، والحكمة وضع الشيء في محله …
اللهم آتنا الحكمة في تصرفاتنا، والبصيرة في دعوتنا، حتى نلقاك وأنت راضٍ عنا … والحمد لله رب العالمين…
ملاحظة: الكلمة مقتبسة بتصرف كثيرمن كتاب (فقه الدعوة إلى الله) للدكتور عبد الرحمن حبنكة -رحمه الله- .