ماذا عن الدعاة
- إن عدم تحديد الداعية لأهدافه في الدعوة : قد يوقعه في الانحراف عن طريقه ، أو يجعله يتخبط في أساليبه ، أو يقطعه عن الاستمرار في دعوته كما هو ملاحظ .
- إن لتحديد الأهداف الدعوية ، ولاسيما عند واضعي المناهج فوائد عديدة، منها : السلامة من الانحراف عن طريق الدعوة ، الوضوح في أسلوب العمل ، الاستمرارية في الدعوة .
- إلى كل داعية ، تذكر قوله تعالى : فبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِك ...
- إذا كان من حق المدعو أن يُدعَى ، ولا يُهمَل ، فإن من واجبه أن يَستجيب فلا يُعرض .
- إن للمدعو حقوقا ، كما أن عليه واجبات ، ولعل أهم حق للمدعوين في عنق الدعاة : أن يُقصدوا ويُدعوا، أو يُرسَل إليهم ، وأن لا تكون الدعوة لهم عرضا أو مصادفة … كما أن من حقوقهم : أن يحرص عليهم جميعا ، وأن لا يستهان بأي واحد منهم أيا كان شأنه ..
- من الغفلات التي يقع فيها دعاة اليوم ، حيث يُشغلون بدعوة الآخرين عن دعوة أنفسهم ، أو يهتمون بدعوة الأباعد أكثر من دعوة الأقارب … قال تعالى ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم، وأنتم تتلون الكتاب ، أفلا تعقلون ) …
- من أبرز معالم إعداد الداعية : تعلم أحكام الإسلام وخصائصه وآدابه، والعناية بمدارسة القرآن والسنة، وصحبة العلماء العاملين، والعناية بالتطبيقات الدعوية .
- على الداعية ملاحظة مستويات الناس وتفاوتها ، وأن ينزل الناس منزلتهم .
- من مستلزمات عمل الداعية : مخالطة الناس لدعوتهم إلى الخير، ونهيهم عن الشر، كما جاء في الحديث: (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على آذاهم ، أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ، ولا يصبرعلى أذاهم ) …
- الداعي في دعوته مثل الطبيب في مهنته، قد يطلع على بعض العورات ليعالجها، فيجب عليه سترها وعدم فضح صاحبها .
- على الداعية أن يحسن الظن بالمسلمين جميعا، وأن يجري أحكامه فيهم على الظاهر، ويكل أمر السرائر إلى الله تعالى ، ولا يستلزم إحسان الظن بالناس الغفلة عن واقعهم، والسكوت عن أخطائهم، ولكنه قد يستلزم حمل أقوالهم وأفعالهم على الأصلح ، كما لايتعارض حسن الظن مع الحذر .
- على الداعية أن يجاهد نفسه للتحلي بالأخلاق الحسنة ، والتخلي عن الأخلاق السيئة، فإن العلم بالتعلم ، والحلم بالتحلم .
- على الداعية أن يكون حكيما في أسلوب دعوته ، يختار لمن يدعوهم الأسلوب الحسن المناسب، فيضع كل أسلوب في محله ، والحكيم هو من يحسن الاختيار .
- لا بد للداعية أن: يحيط بواقع الدعوة ، وواقع المدعوين من حوله ، وواقع الداعية نفسه وما يحيط به من ظروف وأحوال ، فعلى أساس هذا الوعي : توضع الخطط ، وتحدد الأولويات ، وتعقد الموازنات، وبالوعي تكتمل بصيرة الداعيه بدعوته .
- أي عمل دعوي لا يقوم على قواعد سليمة وأسس صحيحة، ومبادئ قويمة، لهو عمل باطل لا يؤدي إلى خير.
- ما أضعف موقف الداعية الذي يتحدث عن محاسن الإسلام وصلاحية تطبيقه في كل زمان ومكان ، ثم لايرى أثر ذلك في نفسه وأسرته !! فإن لسان الحال أبلغ من لسان المقال .
- لاخير في داعية لا يوافق علمه عمله ، ولايستقيم سلوكه ، وإن من أخطر ما يصاب به الدعاة انفصال علمهم عن عملهم ، قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون، كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون ) ..
- أي جهل بقواعد وأسس ومبادئ الدعوة يجعل الداعية يدعو على غير بصيرة، فيخبط في دعوته خبط عشواء، ويضر من حيث يريد النفع، ويسيئ من حيث أراد الإحسان .
- إذا كان الاتصال الوثيق بالله تعالى أهم صفة في جانب صلة الداعية بالله ، فإن التخلق بالخلق الحسن أهم صفة في جانب صلة الداعية بالمدعويين .