ضوابط و معايير في وضع الأهداف الدعوية واختيارها
الأصل في وضع الأهداف الدعوية واختيارها، أن يُلاحظ فيها أمران: الأول: أهمية الهدف، ورتبتُه بين الأولويات، والثاني: مدى إمكانية تحقيقه في عالم الأسباب المادية والبشرية.
فالأهداف الدعوية لا تُوضع ولا تُختار في ضوء التَمنّيات والتشهّيات، ولا تُختار في ضوء الاعتماد على القوى الغيبية، والقدرة الربانية!!
فإذا وضع الداعية ومريد الإصلاح في المجتمع هدفا ما بحسب اجتهاده في ضوء المعيار المذكور، ثم ثبت له خطؤه، أو عجزه عن تحقيقه، أو غلبَ على ظنه ذلك من خلال الواقع المشاهد…
فمن الحكمة التنازل عن ذلك الهدف بعيد المنال، إلى هدف أقرب منه، يمكن تحقيقه في عالم الأسباب، بل قد يجب عليه ذلك إذا غلب على ظنه ترتُّبُ مفسدة كبرى على تحقيقه الهدف الأول…
وذلك في ضوء ما يعرف بفقه المراجعات، وفقه المآلات، ولأن مالا يُدرك كلُّه، لا يُتركُ جُلُّه…
ولا يُعدُّ هذا التغيير في الأهداف، تنازلاً عن حق، أو انهزاماً وتراجعاً عنه، أو يأسا… مادام قائما على هذا الأساس الواجب..
خلافاً لما يتوهمه بعض العاملين، الجاهلين بهذه الأسس وهذه القواعد الدعوية…
أسأل الله عز وجل: أن يفقهنا في ديننا، وأن يبصّرنا في دعوتنا، إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير…