ضوابط الإصلاح والتغيير
يقول الإمام ابن قيم –رحمه الله- في كتابه (إعلام الموقعين) (3/831):
(إن النبي صلى الله وعليه وسلم كان يكُف عن قتل المنافقين، مع كونه مصلحة، لئلا يكون ذريعة إلى تنفير الناس عنه وقولهم: ( إن محمدا يقتل أصحابه)، فإن هذا القول يوجب النفور عن الإسلام ممن دخل فيه، ومَنْ لم يدخل فيه، ومَفسدة التنفير أكبر من مفسدة ترك قتلهم، ومصلحة التأليف أعظم من مصلحة القتل).
فمصلحة الإصلاح الشرعي، والتغيير الحقيقي، لا تتحصل بردود الأفعال، ولا تنْهض بالسباب والشتام، ولا تقوم بمجرد رفع اللافتات والشعارات، ولا تُبنى على التخيلات والتوهمات، ولا تكون باستعجال المواجهات والمصادمات… بل تتحصل بالفهم الدقيق لمقاصد الشريعة، والنظر الثاقب في باب المصالح والمفاسد، والبصيرة التامة بالحق، والتَضَلع الكبير بأحكام النوازل، مع رسوخ في العلم، وإخلاص في العمل، وصدقٍ في القول، وربانية في المنهج، وخبرة بالواقع، وصَبر على البلاء، وشجاعة في القلب، ورحمة بالخلق…
المقالة مقتبسة من بحث (ضوابط الإصلاح والتغيير) للشيخ: فَتحي بن عبدالله الموصلي.