درء المفاسد وتقديم المصالح

إضاءات دعوية

يقول الإمام ابن تيمية – رحمه الله-:

(فلا يجوز دفع الفساد القليل بالفساد الكثير، ولا دفع أخف الضررين بتحصيل أعظم الضررين، فإن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها بحسب الإمكان، و مطلوبُها: ترجيح خير الخيرين إذا لم يجتمعا جميعا، ودفع شر الشرين إذا لم يندفعا جميعا.) مجموع الفتاوى(23/343).

ويقول أيضا: (تمام الورع أن يعلم الإنسان خير الخيرين وشر الشرين، ويعلم أن الشريعة مَبناها على تحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، وإلا، فمن لم يوازن ما في الفعل والترك من المصالح الشرعية والمفاسد الشرعية، فقد يَدَع واجبات، ويفعل محرمات جميعا، ويرى ذلك من الورع، كَمَن يدع الجهاد مع الأمراء الظلمة، ويرى ذلك ورعا، ويدع الجمعة والجماعة خلف الأئمة الذين فيهم بِدْعة أو فجور، ويرى ذلك من الورع، ويمتنع عن قبول شهادة الصادق، وأخذ علم العالم لما في صاحبه من بدعة خفية، ويرى ترك قبول سماع هذا الحق الذي يجب سماعه من الورع) مجموع الفتاوى(10/512).

أقول: وهذا شكل من أشكال تلبيس إبليس على الناس، ولا ينجي منه إلا العلم والوعي, والرجوع في مثل هذه الموازنات إلى أهل العلم والفهم, اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما وعملا وفقها في الدين. والحمد لله رب العالمين