القاعدة والفائدة الدعوية الرابعة عشرة في جانب التبليغ
أيها الأحبة:
( اختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم موقفَ الصبر على الأذى والمسالمة وعدم المقاومة – على الرغم من قدرته الشخصية على الرد، وقوة عَصَبته في وقته – لم يكن ضعفا منه ولاخوفا من أعدائه، وإنما كان لموازنة دقيقة بين إيجابيات هذا الموقف، وبين سلبيات موقف المقاومة في ذلك الوقت ).
فكان موقفه صلى الله عليه وسلم عزيمة بالنسبة له، وكان موقف غيره من الصحابة الكرام رخصة لهم، كما أشارت إلى ذلك آيات سورة الشورى:
( وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ▪ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ▪ وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ▪ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ▪ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ).[الشورى: ٣٩ – ٤٣].