الحق الأول من حقوقه صلى الله عليه وسلم علينا
أيها الأحبة:
أما الحق الأول من حقوقه صلى الله عليه وسلم علينا: مَحبّتُه حُبا جَمّا، وشكره على ما قدم إلينا شكرا جزيلا…
وتعلمون أن حُبه صلى الله عليه وسلم واجبٌ شرعي على كل مسلم، وليس مندوبا أو مستحبا من المستحبات…
فقد جاء في الحديث الصحيح: ( لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ ).[البخاري: 15].
والحب كما تعلمون ليس كلمةّ تُقال، ولا دعوى تُدَّعى، وهو درجات متفاوتة…
نسأله سبحانه أن يجعلنا ممن أحب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أعلى درجات الحب وأصدقها، وممن ظهرت عليه آثار هذا الحب في جميع أحواله وتصرفاته…
وإن من مُقتَضَيات ذلك الحب أيها الأحبة: شُكرُه على ما جاءنا به من هدي كريم، وشرع عظيم…
وإن شُكرَه الحقَّ صلى الله عليه وسلم لا يتحقق بكلمة شكرٍ وحمدٍ تقالُ فحسب، وإنما بالعمل الصالح الذي يجسده ويصدقه…
يقول تعالى:
( اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ).[سبأ: 13].
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا جميعا من المحبين الصادقين، والشاكرين الحامدين… آمين…
وإلى الحديث عن الحق الثاني في المقالة القادمة بإذن الله…