الحق الثاني من حقوقه صلى الله عليه وسلم علينا
أيها الأحبة:
أما الحق الثاني من حقوقه صلى الله عليه وسلم علينا، فهو: السعي الجاد في الترقّي بالتأسّي به صلى الله عليه وسلم في جميع شؤون الحياة…
فهو الأسوة الحسنة المطلقة في عباداتنا وأخلاقنا وعاداتنا، وفي مظهرنا وباطننا…
يقول تعالى:
( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ).[الأحزاب: 21].
فإذا رأى أحدنا في نفسه تقصيرا في هذا التأسي، أو توقفاً عند حَدٍّ معين فيه، فليراجع في نفسه أمرين اثنين:
الأول: تحديد هدفه وغايته من حياته، فيجعله في رجاء الله واليوم الآخر خالصا لله عز وجل لا تشوبه الشوائب.
والثاني: أن لا يغفل عن هذا الهدف وهذه الغاية، فيتذكره دائما مستعينا على ذلك بالإكثار من ذكر الله عز وجل.
ذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يصلح أسوة إلا لمن كانت هذه غايته من حياته، يذكرها دائما ولا يغفل عنها كما أشارت إلى هذا صراحة آية الأسوة الكريمة القائلة:
( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ).[الأحزاب: 21].
نسأله سبحانه أن يوفقنا لتصحيح وجهتنا، وتحديد غايتنا وجعلها خالصة في الله واليوم الآخر، ونذكرها دائما… إنه سميع مجيب…
والحمد لله رب العالمين…