دعوةٌ إلى خطوةٍ تكافلية عملية بين أبناء المجتمع
بسم الله الرحمن الرحيم
(دعوةٌ إلى خطوةٍ تكافلية عملية بين أبناء المجتمع)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
أيها الإخوة السوريون الكرام:
أدعو نفسي وأفراد أسرتي وأقاربي وأحبابي خاصة، كما أدعو جميع إخوتي السوريين عامة، سواء كانوا داخل سورية أو خارجها، إلى المبادرة باتخاذ خَطوة تكافلية عملية بين أبناء المجتمع في ظل هذه الظروف الصعبة التي تَمُرُّ بها بلادنا الحبيبة من غزو عسكري، واقتصادي، واجتماعي…
ومن معاناةٍ كبيرة يَمُرُّ بها إخواننا السوريون على مختلف مستوياتهم، وتباين موطن إقاماتهم…
فإنه: لو اقتطع كل منا جزءاً من مصروفه الشخصي على نفسه وعلى أسرته، بنسبة تتراوح بين الثلث والربع والخمس… مثلاً، ولا سيما في جانب المصروفات الكمالية في الطعام والشراب واللباس وغير ذلك…
وذلك لِسَدِّ الحاجة الكبرى القائمة في بيوت كثير من إخوانه وجيرانه ومواطنيه، المحتاجين إلى كثير من الضروريات والحاجيات… -كما لا يخفى على أي مُطَّلع على هذا الواقع الصعب- لخففنا كثيراً من هذه الشدَّة، وألم هذه المحنة التي كتبها الله تعالى علينا.
فَنَسْتَدِرَّ بذلك رحمة الله وفضله علينا وعلى عباده، ونَدْفَعَ عنا غَضَبَه وعقابه، سائلينه سبحانه: أن يعجل لنا كشفَ هذه الغمة، ويفرج عنا كربنا وهمنا، ويثبّتَ أقدامنا، وينصرنا على أعدائنا… فهو القائل سبحانه: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ، وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا، وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا، إِنَّ الله بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}.[آل عمران: 120].
ولتَكُنْ خطوتُنَا هذه أيها الإخوة خطوة ً شخصية نابعةً من إيماننا، فقد جاء في الحديث الشريف: (ما آمَنَ بِي مَنْ باتَ شَبْعانَ، وَجارُهُ جائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ، وَهُوَ يَعْلَمُ بِه).”رواه الطبراني والبزار بإسناد حسن، وصححه بعضهم”.
ولنَجعَلْها مبادرةً ذاتية نحو الآخرين، بادئين بالمحتاجين من أهلينا وأقاربنا وجيراننا ومَنْ يلوذ بنا…
وشامِلَةً كل مواطن سوري محتاج بقدر استطاعتنا ووسعنا، فلن يكلف الله نفساً إلا وسعها.
وقد جاء في الحديث الشريف: (سَبقَ دِرهمٌ مئةَ ألف درهم…).”أخرجه النسائي”.
يقول الله تعالى: {هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ، وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ، وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ، وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ، ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم}.[محمد:38].
جعلني الله وإياكم من المسارعين للخيرات والمبرات…
والحمد لله رب العالمين.
أخوكم:
محمد أبو الفتح البيانوني