من مداخل الشيطان على النساء
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، وعلى أله وصحبه أجمعين..
أيها الأخوة والأخوات : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فقد تناولنا الرسالة السابقة بعض مداخل الشيطان على الرجال ، وها نحن اليوم نتناول بعض مداخله على النساء ، وهناك من يرى أن مداخل الشيطان على النساء أكثر من مداخله على الرجال واخطر ، وذلك لغلبة الجانب العاطفي على المرأة ، وسرعة تأثيرها ، وقد يكون هذا صحيحاً على وجه العموم ، فيتطلب من المرأة أن تكون أشد حذراً على نفسها من تلك المداخل ، حتى لا تكون محل غواية ، أو سبب إفساد {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } (3) سورة الطلاق.
ولعل من أبرز مداخله على المرأة :
1. أن يصور لها أن في أنوثتها ضعفاً ، وفي قوامة الرجل عليها ّلاً لها ، وانتقاصاً لكرامتها ، فيجعلها تشعر بعقدة النقص التي تدفع بها إلى مزاحمة الرجال في أعمالهم ، أو الخروج على قوامتهم .. ناسية فضل الله عليها من جهة ومتحدية أوامره ، ومناقضة حكمته من جهة أخرى !! فيفسد الشيطان بهذا علاقتها مع زوجها وأبيها وإخوتها .. ويضيع من وراء ذلك أبناؤها ويتخلخل بناء أسرتها ..
2. أن يصور لها أن الإسلام انتقصها حقها ، انحاز لصالح الرجل تجاهها .. فينشر بين يديها الشبهات حول بعض النصوص الشرعية ، والأحكام الربانية ، وذلك كوصفها ( بنقصان العقل والدين ) كما جاء في الحديث المتفق عليه ، وكالتفريق بينها وبين الرجل في بعض أحكام الإرث والشهادة ، وما إلى ذلك من أمور لو سلمت بها المرأة أو اقتنعت بها ، كان ذلك خدشاً في عقيدتها ، وزلزلة لأركان إيمانها وإسلامها ..! ولا مجال هنا لمناقشة هذه الشبهات ، فقد ناقشها العلماء قديماً وحديثاً في كتاباتهم التي هي في متناول الجميع .
3. أن يزين لها باب الشهوات ، ويدفعها إلى التسابق والتنافس في سبيل الموضات خارجة بذلك على الحدود الشرعية ، والمقاييس العقلية .. موهماً لها بأن في ذلك كسباً للجمال ،وتمكناً من قلوب الرجال !! فيعبث بها السيئون ، ويستغلها المنحرفون ، ويزهد فيها الصالحون ، وتندم حيث لا بنفع الندم !
4. أن يخرج بها عن مملكتها ، ويزج بها في غير ميدانها ، فيزاحم الرجال في ميادينهم حيث لا تحسن ما يحسنون ، ولا تستطيع منافستهم فيسبقون ، فتكون الدائرة عليها والنتيجة ليست لصالحها ، ولو عادت إلى أسرتها ، وبقيت تقدم وتعطي في نطاق مملكتها ، وفي حدود إمكاناتها ، وتقصر عملها على ميدانها .. لنجحت في عملها ، وبرزت خصوصياتها ، وتكامل عطاؤها مع عطاء الرجال ..! جاء في الحديث الشريف : ( .. والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها ..) متفق عليه .
5. أن يصور لها الحجاب قيداً ، والقرار في البيوت أسراً والعفة كبتاً .. فيدفعها إلى الانفكاك عن ذلك القيد ، والفرار من هذا الأسر ، ويوقعها في الفتنة ، مستغلاً في ذلك غفلتها وجهلها من جهة ، وأخطاء كثير من الرجال في تعاملهم مع النساء من جهة أخرى وتصبح المرأة بعد ذلك عنصر فساد في نفسها ، وعامل إفساد في مجتمعها ..!
6. أن يزين لها جلساء السوء ، والصحبة الفاسدة ، فيصاحب الفاسقات من بنات جنسها ، أو تعكف على الأفلام والمسلسلات لتقتبس منها الأخلاق والعادات .. فتصبح غربية في أخلاقها وعاداتها ، وفاسدة مفسدة في سلوكها وتربيتها ، ويكون أولى ضحاياها أبناؤها وبناتها الذين تشرف على تربيتهم ، ويرون فيها الأسوة والقدوة .
7. أن يوقعها في الغيبة والنميمة ، فتخوض في ذلك مع الخائضات من بنات جنسها ، واللواتي يحلو لهن أن يتحدثن عن غيرهن في المجالس ، فمن انتقاص لهذه ، إلى استهزاء بتلك جميعاً – خائضات ساكتات – لغضب الله وعذابه .. ويصبحن يوم القيامة من المفلسات !! جاء في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( هل تدرون من المفلس ؟ قالوا: المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع ، قال : إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصيام وصلاة وزكاة ، ويأتي قد شتم عرض هذا وقذف هذا واكل مال هذا فيقعد فيقتص هذا من حسناته وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه من الخطايا أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرحت في النار ) رواه أحمد .
8. أم يهون عليها شأن الكذب ، حتى يصبح لها طابعاً ، ولا تعود تصدق من قبل مخالطيها ، ولا من أقرب الناس إليها ، فينظرون إلى كل ما يصدر عنها نظرة ربية ، وتفقد بذلك مصداقيتها ، والثقة بها ..!
9. أن يحرك من نفسها كوامن الغيرة ، ويجعلها تغار من أقرب الناس إليها ، فتسوء تصرفاتها مع غيرها ، وتخرجها الغيرة الزائدة عن دينها وعقلها !!
10. أن يوقعها في حب الذكور من الأولاد ، وكراهية البنات ، فتحسن إلى الذكور وتزيد من رعايتهم ، و تهمل الإناث ، وتتحدث عن كراهيتها لهن .. مما يضر في نفوس الأولاد ويعمق العادات الجاهلية في الأسر المسلمة !!
11. أن يوقعها في الظلم لمن هن تحت سلطتها من النساء ، كزوجات الأولاد ، أو العاملات معها فتفرق من دون حق بين هذه وتلك في التعامل ، أو تعامل الكنات ( زوجات الأولاد ) غير معاملة بناتها ، أو تنظر إلى أمهاتهن نظرة سوء وازدراء ، وكأنهن اللواتي سلبن منها أبناءها .. ناسية أنها ستمر يوماً في معظم تلك الأدوار وستوصف بمثل تلك الأوصاف ، وغافلة عن أن الظلم ظلمات يوم القيامة ..! وقديماً قيل ( كما تدين تدان)!!
12. أن يزين لها سوء الخلق مع الجيران ، فتؤذيهم بلسانها وتصرفاتها ، مما يفسد علاقة الجيران بعضهم ببعض ، فيباعد بين القلوب ، ويحدث البغضاء والشحناء ، ويصل بها إلى غضب الله وعذابه !! فقد جاء في الحديث الشريف : ( قال رجل يا رسول الله : إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها ، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها ، قل : هي في النار ..) رواه أحمد ..
13. أن يوقعها في كفران العشير ، فإذا رأت زوجها خطأً أو نقصاً ، نسيت كل خير قدمه إليها ،وكل إحسان سبق له معها !! وقد جاء في الحديث الشريف الذي رواه البخاري التصريح بأن هذا سبباً من أسباب العذاب في جهنم والعياذ بالله ، جاء في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يا معشر النساء : تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار ! فقلن : بم يا رسول الله ؟ قال : تكثرن اللعن ، وتكفرن العشير ..).
إلى غير ذلك من مداخل للشيطان على النساء ، وتعرف بالتفكير والتأمل في سلوك كثير منهن .
ونسأل الله عز وجل ان يعيننا جميعاً على سدها ، وأن يسلمنا من مكائد الشيطان ووساوسه ، وإنه اللطيف بعباده ، وهو على كل شيء قدير.
والحمد لله رب العالمين ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
التاريخ : 1/5/1419 هـ.
الموافق: 23/8/1998 م.