وصايا الأسرة المسلمة
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أيها الإخوة المسلمون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد:
فإنه لما كانت الأسرة نواة المجتمع، وكان المجتمع الصالح يتكون من مجموعة أسر صالحة ، فقد حرص الإسلام على بناء الأسرة بناء سليماً ، ووضع لها منهجاً قويماً ، وأحاطها بسياج من الأحكام الشرعية والآداب العملية ، لتكون اللبنة الصالحة القوية في صرح المجتمع الإسلامي ، ولا تكون الأسرة صالحة في نظر الإسلام إلا بالتزام هذا المنهج ، والتحلي بهذه الآداب ، وما ضعف المجتمع في تاريخ المسلمين حيناً من الدهر إلا تبعا لضعف نواته وتفكك لبناته ، لذا أحببت أن أقدم لإخواني المسلمين بعض الوصايا الأسرية التي سبق أن أوصينا بها أنفسنا وإخواننا، لتكون موضوع ملاحظة واهتمام ومتابعة في حياتهم ، وتكون أسرهم إن شاء الله قرة عين لهم ولإخوانهم، وأسوة عملية لغيرهم ، ذاكرين دائما دعاء عباد الرحمن (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً) الفرقان 74.
وقد تم اختياري لهذه المجموعة من الوصايا
1- احرص على تطبيق برامجك الخيرة على نفسك وعلى أفراد أسرتك ، ليشاركوك جميعا في خيرها.
2- احرص على تفقيه أسرتك في دينها عن طريق جلسة علمية هادفة ، وتكوين مكتبة منزلية مناسبة ، تكون في متناول الأهل والأولاد ، وشجعهم على التعلم والمطالعة .
3- احرص على صلة الأرحام، ونشئ أهلك وأولادك عليها، وأعلمهم بأنه ليس الواصل بالمكافئ، وإنما الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها.
4- احرص على الكمال في حجاب زوجتك وبناتك ، ونشئهم على أن الأصل في اختيار الحجاب الكمال، كما أن الأصل في اختيار اللباس الجمال، وتخير لهم أجمل حجاب منسجم مع موطن إقامتك، ملاحظا في ذلك كمال اللون، وشكل الخياطة ونوع القماش.
5- احرص على ستر وجه امرأتك وبناتك عن الأجانب، ولا توافق على كشفه إلا عند الضرورة أو الحاجة الملحة، أو للقواعد كبيرات السن منهن .
6- تجنب وأسرتك الاختلاط المحرم بين الرجال والنساء، واحذر الجلسات المختلطة.
7- احذر الخلوة المحرمة، وحذر أهلك وبناتك منها، ومن السفر من غير محرم، سواء كان السفر بالطائرة أم بغيرها من وسائل السفر.
8- احرص على ألا تكشف لك ولأهلك عورة، ونشئ أطفالك على الستر والكمال، واستعن على ذلك بتخير الألبسة الطويلة السابغة، أو السراويل الساترة، ولا تتهاون في كشف العورة أمام الآخرين في حمام السباحة وغيرها.
9- احرص على تربية أولادة تربية صالحة، واتفق مع زوجك من الأيام الأولى على أسلوب التربية الحكيم الجامع بين اللين والشدة، والقائم على أساس الترغيب والترهيب، فإنه لا أضر على تربية الأولاد من اختلاف منهج الأبوين فيها.
10- مر أولادك بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، وتابعهم على ذلك متابعة دقيقة، ونشئ صغارك على التمسك بالفضائل والآداب الشرعية.
11- احرص وأسرتك على حسن اختيار الجلساء والأصحاب، فلا تخالطوا إلا من تقربكم إلى الله مجالسته، وتجنبوا خلطاء السوء، وساعد أطفالك على تخير الأصحاب لهم.
12- احرص على أن يكون مظهرك ومظهر أهلك وأولادك كاملا وجميلاً، ولا تهمل أمراً منهما على حساب الآخر، فإن المسلم جميل المظهر والمخبر، ونشئ أهلك وبناتك على الاعتدال في الزينة والابتعاد عن التشبه بالآخرين فيها.
13- تخلق وأسرتك بخلق التواضع في المخالطة ، ولا يترفع أحد على أحد بمال أو جاه أو علم .
14- جنب أسرتك أحاديث الكذب والغيبة والنميمة ، والكلام البذيء ونبههم على ذلك
15- جنب بيتك وأهلك آلات اللهو المحرمة وسماعها، وجنبهم المجلات الخليعة، ودربهم على ضبط أجهزة الفيديو والتلفاز، وتخير البرامج والأشرطة إن أمكنك ذلك، وأخرجها من بيتك إن لم يمكنك، وعوضهم عن المحرمات باستماع القرآن الكريم، والتسجيلات الإسلامية والألعاب المسلية المباحة.
16- تجنب تعليق صور ذوات الأرواح ووضع التماثيل واستعض عن ذلك بالصور المباحة، والمناظر الجميلة فإن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلبا أو صورة.
17- حافظ على قوامتك في الأسرة، وأشع بين أفرادها روح المحبة والتعاون، وعودهم على تنظيم أعمالهم، وأعنهم على تحمل أعباء المنزل.
18- أعط أهلك وأولادك حقهم في النزهات المباحة، والزيارات المفيدة واصحبهم فيها، وعوضهم ما استطعت بالمباحات عن المحرمات.
19- عود أهلك رحمة الصغير، وتوقير الكبير، وإعانة الضعيف، ولتكن هذه الأخلاق سمة من سمات أسرتك.
20- اهتم بصحة أسرتك جميعا، وحسن لهم غذاءهم وأمن لهم دواءهم ولا تبخل عليهم بشيء من ذلك فإنه جزء من مسؤوليتك.
21- عود أهلك وأولادك الاعتدال في الانفاق، وحذرهم من الإسراف، وعودهم تعهد الفقير والمحروم، وكفالة اليتيم.
22- عود أهلك وأولادك على أداء الأمانات إلى أهلها ، وحفظ العهود ، وضبط المواعيد وعدم التساهل في هذا مع قريب أو غريب
23- عود أهلك وأولادك الكرم والجود وحسن الضيافة ، وأعنهم عليها ، فإن إكرام الضيف من علائم الإيمان
24- عود نفسك و أهلك وأولادك على بذل الهدية ، وقبولها لأمن المخالطين الصالحين ، فإن التهادي يورث المحبة ويصفي القلوب .
25- أوص نفسك وأهلك بإكرام الجار، وتحمل أذاه، وتفقده تفقداً خاصا فإن ذلك من علائم الإيمان.
26- احرص على النظافة في منزلك وركوبك، سواء في ذلك نظافة المكان والأثاث واللباس والمركب ؛ فإن النظافة من شعار المؤمنين .
27- التزم العدل بين أهلك وأولادك دون تفريق بين كبير وصغير،أو ذكر وأنثى،وجنب بيتك كراهية الأنثى ومحبة الولد الذكر، مما توارثه الناس عن الجاهلية الأولى .
28- صحح نظرة الأم إلى زوجة ولدها، ونظرة زوجة ولدها، ونظرة زوجة الولد إلى أم زوجها، واقض على النزاع المتوارث بينهما ،ولتنظر إحداهن إلى الأخرى نظرة الأم لابنها ،أو البنت لأمها ، وكن حاسما لمثل هذا النزاع وأمثاله بين الأقارب والأرحام.
29- عود أفراد أسرتك الاستئذان وآدابه في الدخول والخروج داخل المنزل وخارجه.
30- أحسن اختيار الزوج الصالح لبناتك، والزوجة الصالحة لأولادك ، واجعل الأصل في معيار الاختيار حسن الدين والخلق ، ولا تتهاون في تحقيق أحدهما على حساب الآخر، فقد قال صلى الله عليه وسلم (إذا أتاكم من ترضونه خلقه ودينه فزوجوه )
31- لا تتغال في المهور، وليبذل الرجل من وسعه مالا يعنته ، وليكن قدوة في ذلك لغيره،فالأصل في المهور أن تقدم نحلة ، لا أن يشترط ويساوم عليها .
32- صحح لأهلك وأولادك النظرة الشرعية إلى تعدد الزوجات في الإسلام ،حتى لا يظنوا إليها نظرة كنسية محرمة، أو نظرة سيئة مشوهة مستوحاة من واقع التعدد المؤسف ، ولتعلم النساء أنه لا يجوز أن تصل يهن الغيرة الفطرية إلى تجاوز الحدود والوقوع في المحظور.
إلى غير ذلك من وصايا بأحكام شرعية وآداب إسلامية لا تخفى على المسلم الحريص على دينه، و التي ملئت بها كتب الوصايا والأحكام .. .
والحمد لله رب العالمين..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركا ته..