أجوبة على تساؤلات حول الحراك الشعبي 1
أيها الأحبة:
يسأل بعض الأحبة فيقولون: (إذا كان لكل محور من محاور الإصلاح والتغيير أهله ورجاله، وكان التغيير والاصلاح على مستوى الدولة منوطاً بأهل الحل والعقد في الأمة فقط، أي: (بعقلائها وعلمائها دون غيرهم) –كما بينتم في أكثر من مقال- فماذا يعمل بقية أفراد الأمة من شباب وغيرهم، إذا قصر علماؤهم وعقلاؤهم في القيام بهذه المهمة الكبيرة..؟!!، وهل تبرأ ذمة عامة الناس إذا تم التزامهم بهذا الضابط..؟؟).
وفي الإجابة عن هذا أقول:
– النقطة الأولى: المهم أن يعترف الجميع قبل كل شيء بأن لكل محور من محاور الإصلاح والتغيير أهله ورجاله في المنهج الرباني والنبوي، وأن الأمر غيرُ متروك سدى في نظام الإسلام وهديه، ليتناوله الناس بعقولهم المجردة، وبأهوائهم المختلفة، فإن الله عز وجل جعل لكل أمة شرعة ومنهاجا، لا يزيغ عنهما إلا هالك…
ولا يصح أن تكون مرجعيتنا في مثل هذا الأمر الخطير عقولنا وأراءنا المجردة عن الوحي، ولا أن تكون مصادرنا فيه التجارب البشرية وحدها، لا الثورة الفرنسية، ولا الحراكات الشعبية التي قامت هنا أو هناك-كما استدل بها بعضهم في مناقشاته- مهما حققت تلك الثورات وتلك الحراكات من بعض الإيجابيات في مجتمعاتها..!!!
ولا ضير علينا إذا التزمنا المنهج الرباني والنبوي في الإصلاح والتغيير، أن نفيد بعدهما من تلك الثورات والحراكات الشعبية مما لا يتعارض مع منهجنا، ويحقق مصالح لنا… فالحكمة ضالة المؤمن، فهو أحق بها حيث وجدها.
إلا أن هذه الإفادة منها يجب أن تكون مَحُوطةً بنظر العقلاء والعلماء في الأمة، الذين يعلمون النافع من الضار، والخير من الشر، والذين يميّزون بين خير الخيرين، وشر الشرين، والذين أمِرنا أن نرجع إليهم في الأمور العامة، ولا سيما المتعلقة بالأمن أو الخوف استجابة لأمر الله عز وجل حيث يقول: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا).
وإلى النقطة الثانية من الإجابة في المقالة التالية إن شاء الله.