أجوبة على تساؤلات حول الحراك الشعبي 10
أيها الأحبة:
استكمالا للإجابة عن التساؤل السابق أقول:
1- يقول الإمام ابن تيمية –رحمه الله- ما معناه: ( ليس الفقيه الذي يعرف الخير من الشر، هذا قد يعرفه كل أحد، وإنما الفقيه الذي يعرف خير الخيرين وشر الشرين…).
2- وعندما سئل ابن عباس رضي الله عنه من قبل شخص عن توبة القاتل، فقال: (أللقاتل توبة؟ قال: لا، فتعجب أصحابه من إجابته!! وراجعوه فيها، فقال بناءً على فقه الموازنات: رأيتُ في عينيه القتل، ولو قلتُ نعم له توبة، لذهب فقتل، ثم تاب، فقلت لا).
3- وعندما تعجب عبدالملك من أبيه عمر بن عبدالعزيز –رضي الله عنه-، حيث لم يصدر قرارا حاسما في إصلاح ما كان ينتقده قبل الخلافة، وقد أصبح في مقام الخلافة الذي تجب طاعته على الجميع..!! فقال مستغربا: (يا أبت مالك لا تُنفذ الأمور؟ فوالله لا أبالي أن تغلي القدور بي أو بك في الحق!؟) فكان جوابه بناءً على فقه الموازنات، وعملا بخصيصة التدرج في الإصلاح: (لا تعجل يابني فإن الله ذم الخمر في القرآن مرتين، ثم حرمها في الثالثة، وإني أخشى أن أحمل الناس على الحق جملة، فيدفعوه جملة، فيكون من ذا فتنة.)
4- ولما مر ابن تيمية –رحمه الله- مع مجموعة من أصحابه، على قوم من التتارفي الشام يشربون الخمر، وهَمّ أصحابه بنهيهم عن شرب الخمر، منعهم ابن تيمية –رحمه الله- من ذلك قائلا ما معناه: (دعوهم، فإن هؤلاء يشغلون بشرب الخمر عن سفك دماء المسلمين، فلو لم يشربوا لأوغلوا في سفك دماء المسلمين وقتلهم) إلى غير ذلك من أمثلة عديدة تُجلّي حقيقة هذا الفقه، وتبرز دقته، ومن أحب التوسع فيه، فليرجع إلى كتابِ ولدي: د.معاذ محمد أبوالفتح البيانوني، بعنوان (فقه الموازنات الدعوية-معالمه وضوابطه-) فيه التفصيل والتوضيح والتأصيل لهذا العلم، وبيان معالمه وضوابطه…
وسأختم إجابتي عن التساؤل السابق في المقالة التالية في الأسبوع القادم إن شاء الله