أجوبة على تساؤلات حول الحراك الشعبي 12
أيها اﻷحبة:
علقت إحدى اﻷخوات على المقالة السابقة متسائلة راجية شرح وتوضيح(فقه الموازنات)،وبيان المنهج الرباني والنبوي في اﻹصﻻح والتغيير،وبيان كيف دخل الثوار البيوت من غير أبوابها..الخ…
ونظرا لتوضيحي القريب السابق لفقه الموازنات من مقالتين سابقتين،سأكتفي باﻹحالة عليهما…أما عن المنهج الرباني والنبوي في اﻹصﻻح والتغيير،فأقول:قد جعل الله عزوجل اﻹصلاح والتغيير على أربعة محاور:
– محور الشخص: وأناط مهمته بالشخص نفسه،فكل إنسان بالغ مسؤول عن إصلاح نفسه وتزكيتها….
– ومحور اﻷسرة: وقد أناطه الشارع بالوالدين أساسا،والتعاون مع بقية أفراد اﻷسرة..كما صرحت به النصوص الشرعية المشهورة…
– ومحور المجتمع: أناط مهمته بمجموعة اﻷسر الصالحة،التي بصﻻحها وكثرتها يصلح المجتمع…
– ومحور الدولة والنظام: فقد أناطه باﻹمام الحاكم أونائبه عند فقده،أوبمجموعة العلماء والعقلاء(أهل الحل والعقد) الذين يقدرون لهذا اﻷمر قدره،وينطلقون فيه من الموازنة الواجبة بين اﻹمكانات والواجبات،والمصالح والمفاسد المترتبة على ذلك،نظرا لخطورة هذه العملية على العباد والبلاد عادة…
فقال سبحانه:(وإذا جاءهم أمر من اﻷمن أوالخوف أذاعوا به،ولو ردوه إلى الرسول وإلى أؤلي اﻷمر منهم،لعلمه الذين يستنبطونه منهم…).
أما الحكم على الثوار بأنهم دخلوا البيوت من غير أبوابها..فلأنهم لم يرجعوا في ذلك إلى ماأمر الله به،واكتفوا باجتهاداتهم القاصرة،دون تبصر بالعواقب والنتائج الوخيمة المتوقعة..فأضروا من حيث أرادوا اﻹحسان،وأساؤا من حيث أرادوا اﻹصلاح..والواقع المر أكبر دليل على ذلك..
أسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه،وأن يرينا الباطل باطﻻ ويرزقنا اجتنابه…
والحمد لله رب العالمين.