أجوبة على تساؤلات حول الحراك الشعبي 13

2013 | أجوبة على تساؤلات حول الحراك الشعبي, سلسلة مقالات فقه المحنة

أيها اﻷحبة:

كتب إلي أحد اﻹخوة شاكرا لتوضيح فقه الموازنات، ومتفهما موقفنا من اﻷحداث الجارية في بلدنا بناء عليه..إﻻ أنه يقول: ولكن بعد أن وقع ما وقع من مخالفة للمنهج الر باني في اﻹصلاح، وانكشفت تلك اﻵثار الخطيرة لذلك، فما المخرج اليوم؟ وماذا يتوجب علينا تجاه هذه المخالفات؟؟؟ وفي اﻹجابة عن هذا أقول:
الحمد لله أوﻻ أن وجد في شباب اﻷمة من يرجع إلى عقله ورشده، ويتعرف على مكان الخلل في عمله وسلوكه…ويسأل عن المخرج والواجب…أما المخرج أخي الحبيب،

فأكتفي في بيانه بوصفة رسولنا صلى الله عليه وسلم التي رواها أبو موسى اﻷشعري رضي الله عنه بعد روايته حديث الهرج الذي سبق ذكره في الصفحة، وسأله التابعي قائلا :ماذا نفعل إذا وقع فينا ذلك؟ فقال:(عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصابنا ذلك، أن نخرج منها كما دخلنا فيها..)

وهو مخرج ﻻبديل عنه في نظري بعد أن أجاب به صلى الله عليه وسلم…أما ماذا يجب علينا أن نعمل تجاه هذه المخالفة الكبيرة للمنهج النبوي، فهو التوبة النصوح العاجلة التي تتطلب خطوات ثلاث-كما بينها العلماء-وهي:

  • – اﻹقلاع عن الذنب والفعل
  • – والندم على ماوقع
  • – العزم على عدم العودة إلى فعله

وبدون ذلك تكون التوبة كاذبة، وغير مجدية، وبعيدة عن القبول..
ولنعلم أيها اﻹخوة: أن التوبة عن الخطأ في مخالفة المنهج الرباني والنبوي، أهم وألزم من التوبة من الوقوع في مخالفة حكم من اﻷحكام، ذلك ﻷن الخطأ في المنهج أعظم خطرا من الخطأ في الحكم المعين الذي ينحصر أثره في الشخص نفسه، والموقف نفسه، أما الخطأ في مخالفة المنهج، فإنه يعم شره على كثير من المواقف، ويتعدى أثره إلى اﻵخرين…لذا كان محتما على من عرف خطأه فيه، أن يبادر إلى التوبة النصوح التي يقبلها الله عزوجل عندما يرى من صاحبها الصدق…(قل ياعبادي الذين أسرفوا عل أنفسهم، ﻻتقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا،إنه هو الغفور الرحيم).
اللهم إننا ظلمنا أنفسنا،وإن لم تغفر لنا وترحمنا،لنكونن من الخاسرين..