أجوبة على تساؤلات حول الحراك الشعبي 2

2013 | أجوبة على تساؤلات حول الحراك الشعبي, سلسلة مقالات فقه المحنة

النقطة الثانية في الإجابة عن السؤال السابق، وهي: أن يعتقد الجميع اعتقادا جازما: أن الله عز وجل سائل كل إنسان عما قدمه، أو قصر بالقيام فيما أوجبه عليه وأناطه به، ولن يسأل أحدا عما قصر فيه غيره. يقول تعالى: (وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)ويقول: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى). فإذا قصر علماء الأمة في القيام بواجبهم في مجال الإصلاح والتغيير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في القضايا الكبرى، كان على الجميع واجب النصح لهم، وحثهم على القيام بواجبهم عن طريق النصح والتذكير لهم، لا عن طريق الطعن والتشهير بهم، وأن يؤكد الجميع لعلمائهم بأنهم تبع لهم في ذلك الإصلاح، وعون لهم في ما يحتاجون إليه، فإذا فعلوا ذلك تبرأ ذمتهم أمام الله أولا، ويعذرهم القاصي والداني ثانيا، وسيجدون من علمائهم وعقلائهم، الاستجابة لذلك بإذن الله ثالثا… فالنصيحة -كما نعلم –لأئمة المسلمين وعامتهم، والتعاون على البر والتقوى واجب على الجميع بنص القرآن الكريم ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) . ولا يجوز بحالٍ من الأحوال: أن يقول قائل من الناس فردا أو جماعة: إذا لم تقوموا بواجبكم أيها العلماء والعقلاء، سنقوم نحن بدلا عنكم، ونقوم مقامكم، ولتكن النتيجة كيفما تكون، فلسنا مسؤولين عما يحدث بعد ذلك من إفساد وتخريب..!! كما لا يجوز لهم بوجه من الوجوه، أن يقولوا لعلمائهم وعقلائهم: إذا قمتم بواجبكم كما نريد نحن، كنتم محل ثقتنا وعوننا، وإلا فلا طاعة لكم علينا، وسنفعل ما نشاء ونتجاوزكم-كما كان حال كثير من شباب الأمة في الحراكات الأخيرة، وكما صرح به بعضهم- وستكون النتائج عندئذٍ الهلاك والخسران، كما تفيده السنن الربانية، وتؤكده التجارب القائمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وإلى النقطة الثالثة حول هذه الإجابة في المقالة القادمة إن شاء الله.