أجوبة على تساؤلات حول الحراك الشعبي 3

2013 | أجوبة على تساؤلات حول الحراك الشعبي, سلسلة مقالات فقه المحنة

أيها الأحبة:

أختم إجابتي عن التساؤل الأول بمثال عملي على إرادة الإصلاح والتغيير في نطاق الأسرة، فأقول:

لقد أناط الله عز وجل عملية الإصلاح والتغيير في نطاق الأسرة بكل من الأبوين: الزوج والزوجة، الأب والأم، وباستجابة جميع أفراد الأسرة لهما، وتعاونهم معهما، وتشاورهم في شأنها…
فإذا رأى الأبناء يَوماً ما تقصيرا من الأبوين في تحمل مسؤوليتهما في ذلك، كان عليهم جميعا، نصح آبائهم وأمهاتهم، وحثهم على إصلاح أوضاع الأسرة، وتعاونهم جميعا على تحقيق ذلك الإصلاح المنشود.

ولا يصح لهم أبدا أن يتجاوزا آباءهم وأمهاتهم في ذلك، ويتصرفوا في شأن أسرتهم بعيدا عن الآباء والأمهات، وكأنهم المسؤولون عنها..!! فيسببوا بذلك تصدعا في بناء الأسرة وتماسكها، ويزرعوا فيها بذور النزاع والشقاق التي قد تؤدي إلى انهيار بناء الأسرة، وتفكك أوصالها، وضياع أفرادها، وتعذر استئناف بنائها من جديد على جميع أفرادها …!!!

ولا تشفع لهم عندئذٍ لا في الدنيا ولا في الآخرة صلاحُ نياتهم، ونُبلُ مقاصدهم في تحقيق الإصلاح، ويستحقون بذلك العقاب الرباني واللوم البشري… ولاتَ ساعة مندم.

وخير لهم لو عقلوا وتبصروا بالنتائج والمآلات، أن يقوموا بواجبهم في نصح آبائهم وأمهاتهم، مستمرين في متابعتهم في ذلك، باذلين لهم العون، راضين بكل ما ييسر الله لهم من ذلك الإصلاح المنشود، متدرجين في ذلك بحسب إمكاناتهم، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، فيحافظون بذلك على بناء أسرتهم، وتماسك أفرادها، ويحققون فيها ما يسعدهم جميعا بما تحقق من إصلاح وتغيير نحو الأحسن، قليلا كان أو كثيرا، كاسبين بحكمتهم هذه رضاء الله عنهم أولا، ورضاء الوالدين ثانيا، وثناء الناس عليهم ثالثا.. دون الوقوع والإيقاع في العَنَتِ والحَرَج…

وقل مثل هذا في نطاق إصلاح الأسرة الكبيرة (الدولة) التي تتطلب مزيدا من الحكمة والتبصر، نظرا لكبر حجمها وعظيم خطرها… يقول تعالى: (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الْأَلْبَابِ).

والحمد لله رب العالمين.