القاعدة والفائدة الدعوية السادسة والعشرون في جانب التعليم
أيها الأحبة:
ومن استخدامه صلى الله عليه وسلم للوسائل التوضيحية:
ما رواه البخاري عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال:
( خَطَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَطًّا مُرَبَّعًا، وخَطَّ خَطًّا في الوَسَطِ خَارِجًا منه، وخَطَّ خُطَوطًا صِغَارًا إلى هذا الذي في الوَسَطِ مِن جَانِبِهِ الذي في الوَسَطِ،
فقَالَ: هذا الإنْسَانُ، وهذا أجَلُهُ مُحِيطٌ به، وهذا الذي هو خَارِجٌ أمَلُهُ، وهذِه الخُطَوطُ الصِّغَارُ: الأعْرَاضُ، فإنْ أخْطَأَهُ هذا نَهَشَهُ هذا، وإنْ أخْطَأَهُ هذا نَهَشَهُ هذا، وإنْ أخْطَأَهُ كلُّها أصابَهُ الهَرَمُ ).
فبيَّن لهم صلى الله عليه وسلم بما رسَمَه أمامَهم على الأرض، كيف يُحالُ بين الإنسان وآمالِه الواسعة، بالأجَل المُباغِت، أو العِلَلِ والأمراضِ المُقْعِدة، أو الهَرَمِ المُفنِي، وحَضَّهم على قِصَر الأملِ والاستعدادِ لِبَغْتَةِ الأجل، وكانت وسيلةُ الإيضاح في ذلك: الأرضَ والترابَ كما رأينا. صـ119.