القاعدة والفائدة الدعوية الثلاثون في جانب التعليم
أيها الأحبة:
ومن أساليبه صلى الله عليه وسلم في التعليم: جَوابُهُ السائِلَ بأكثر مما سأَل عنه.
فكان صلى الله عليه وسلم تارةً يُجيبُ السائل بأكثر مما سأل عنه، إذا رأى أنه بحاجة إلى معرفة الزائد عن سؤاله، وهذا من كمال رأفته، ومن عظيم رعايته صلى الله عليه وسلم بالمُتعلمين والمتفَقّهين.
روى الإمام مالك في الموطأ، وأبو داود – واللفظ له – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال:
( سَأَلَ رجلٌ من بني مُدْلِج النبيَ – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله، إنا نَرْكبُ البَحْر، ونَحمِلُ معنا القليل من الماء، فإن تَوَضّأنا به، عَطِشنا، أَفَنَتَوَضَّأُ بِمَاءِ الْبَحْرِ؟ فال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ، الْحِلُّ مَيْتَتُهُ ).
فأجابه بأكثر مما سأل عنه لحاجته إلى معرفته أيضا. صـ 143.