القاعدة والفائدة الدعوية السادسة والثلاثون في جانب التعليم
أيها الأحبة:
من أساليبه صلى الله عليه وسلم التعليمية: تعليمه بالسكوت والإقرار على ما حدث أمامه.
من ذلك: ما رواه البخاري عن أبي جُحَيفة وَهْبِ بن عبد الله – رضي الله عنه – قال:
( آخَى النَّبُّي – صَّلى اللهُ عليه وسَلَّمَ – بينَ سَلمانَ وأبي الدَّرداءَ، فزارَ سَلمانُ أبا الدَّرداءِ، فرَأىَ أمَّ الدَّرداءِ مُتبذِّلةً – أي: لابسة الثياب الخَلَق البالية – فَقالَ لها: ما شَأنُكِ. قالتْ: أَخُوكَ أبو الدَّرْداءِ ليس له حاجَةٌ في الدُّنِيا.
فجاءَ أبو الدَّرْداءِ فصَنَع له طَعامًا، فقَالَ لسلمان: كُلْ فإِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: ما أنا بآكِلٍ حتَّى تأكُلَ، فأكلَ. فلمَّا كانَ الليلُ ذهَبَ أبو الدَّرداءِ يقومُ، فَقالَ له: نَمْ، فنَامَ. ثمَّ ذَهَبَ يقومُ فقَالَ: نَمْ فلمَّا كان مِنْ آخرِ اللَّيلِ قَالَ سَلمانُ: قُمِ الآنَ. قال: فصَلَّينا، فَقالَ له سَلمانُ: إنَّ لرَبِّكَ عليكَ حقًّا، وإنَّ لنفسِكَ عليك حقًّا، وإنَّ لأهلِك عليك حقًّا، فأَعْطِ كلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّه.
فأتَى – أبو الدرداء – النَّبيُّ – صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم – فذَكرَ ذلك له، فَقال النَّبيُّ – صلَّي اللهُ عليه وسَلَّم -: ” صَدَقَ سَلْمانُ “).