القاعدة والفائدة الدعوية الثامنة والثلاثون في جانب التعليم
أيها الأحبة:
ومن أمثلة ذلك أيضا -أي: انتهازه صلى الله عليه وسلم المناسبات العارضة في التعليم-:
ما رواه البخاري عن جابر بن عبد الله البَجَليّ – رضي الله عنه – قال:
( كُنَّا جُلُوساً ليلةً مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذْ نَظَرَ إلى القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، فَقَالَ: إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ يومَ القيامة، لا تُضَامُّونَ في رُؤْيَتِهِ – أي: لا يحصلُ لكم ضَيمٌ حينئذٍ -، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لا تُغْلَبُوا علَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وصَلَاةٍ قَبْلَ غُرُوبِهَا، فَافْعَلُوا، ثُمَّ قَرَأ: ( وسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ غُرُوبِهَا ).[طه: 130].
فانتهز صلى الله عليه وسلم مُشاهَدةَ الصَّحابةِ للقمر ليلةَ البدر، فبيَّنَ لهم أن رُؤية الله تعالى في الآخرة، ستكون للمؤمنين في الجنة بهذا الوضوح وتلك السُّهولةِ واليُسْر. صـ 161.