القاعدة والفائدة الدعوية الحادية والخمسون في جانب التعليم
أيها الأحبة:
ومن أساليبه صلى الله عليه وسلم التعليمية: تَمْهيدُه التمهيد اللطيف عند تعليم ما قَدْ يُستَحْيا منه.
روى مسلم مختصراً، وأبو داود والنسائي وابن ماجه تاماً – واللفظ لابن ماجه – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:
( إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ مِثْلُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ أُعَلِّمُكُمْ، إِذَا أَتَيْتُمْ الْغَائِطَ، فَلَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ، وَلَا تَسْتَدْبِرُوهَا، وَأَمَرَ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، وَنَهَى عَنْ الرَّوْثِ – وهو: خُرْءُ ذوات الحوافر من الحيوان -، وَالرِّمَّةِ – أي: العظم البالي -، وَنَهَى أَنْ يَسْتَطِيبَ الرَّجُلُ بِيَمِينِهِ – أي: يَتَطَهَّرَ بيمينه – ).
وجاء في تعليق شيخنا – رحمه الله – على هذا الحديث:
( … وهذا النهي إنما جاء من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رعايةً منه للنظام العام الذي رَسَمه الإسلامُ في أعمال اليدين: فكلُّ عمل رفيع يكون باليد اليمنى، وكلُّ عمل وضيع يكون باليد اليسرى ).