القاعدة والفائدة الدعوية الثانية والخمسون في جانب التعليم

مقالات القواعد والفوائد الدعوية في جانب التعليم

أيها الأحبة:
ومن أساليبه صلى الله عليه وسلم التعليمية: اكتِفاؤه بالتعريض والإشارة في تعليم ما يُسْتَحيا منه.
روى البخاري ومسلم، واللفظ له، عن عائشة – رضي الله عنها -:
(أن أسماءَ بِنْتَ شَكَل، سَأَلَتِ النبيَّ – صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ – عن غُسْلِ المَحِيضِ؟ فقال:
” تَأْخُذُ إحْدَاكُنَّ مَاءَهَا وسِدْرَتَهَا، فَتَطَهَّرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ تَصُبُّ علَى رَأْسِهَا، فَتَدْلُكُهُ دَلْكًا شَدِيدًا حتَّى تَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا، ثُمَّ تَصُبُّ عَلَيْهَا المَاءَ، ثُمَّ تَأْخُذُ فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فَتَطَهَّرُ بهَا ”
فَقالَتْ أسْمَاءُ: وكيفَ تَطَهَّرُ بهَا؟ قالَ: ” سُبْحَانَ اللهِ تَطَهَّرِينَ بهَا “.
فَقالَتْ عَائِشَةُ – وكَأنَّهَا تُخْفِي ذلكَ – تَتَبَّعِينَ أثَرَ الدَّمِ.
وسَأَلَتْهُ عن غُسْلِ الجَنَابَةِ؟ فَقالَ: ” تَأْخُذُ مَاءً فَتَطَهَّرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ، أوْ: تُبْلِغُ الطُّهُورَ، ثُمَّ تَصُبُّ علَى رَأْسِهَا فَتَدْلُكُهُ حتَّى تَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا، ثُمَّ تُفِيضُ عَلَيْهَا المَاءَ “.
فَقالَتْ عَائِشَةُ: نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأنْصَارِ، لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُهُنَّ الحَيَاءُ أنْ يَتَفَقَّهْنَ في الدِّينِ ).