القاعدة والفائدة الدعوية السابعة عشرة في جانب تزكية النفس البشرية وتربيتها
ومما ورد عن السلف الصالح من أحوال الخشية من الله عزوجل والخوف منه:
أ- أن أبا بكر رضي الله عنه كان يبكي كثيرا ويقول: (..ابكوا فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا..) أي: (تذكروا ما يُبكيكم). ويقول: (والله وددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل، وتُغضَد).
وروي عن عمر رضي الله عنه أنه قرأ سورة الطور حتى بلغ قوله تعالى: (إن عذاب ربك لواقع).(الطور: 7)، فبكى واشتد بكاؤه حتى مرض وعادوه، وكان يَمُرُّ بالآية في ورده بالليل فتُخيفُه، فيبقى في البيت أياما يُعاد، يحسبونه مريضا، وكان في وجهه خَطّان أسودان من البكاء.
فقال له مرة ابن عباس رضي الله عنهما: (مَصَّرَ اللَّهُ بِكَ الْأَمْصَارَ، وَفَتَحَ الْفُتُوحَ، وَفَعَلَ وَفَعَلَ)، فَقَالَ عمر رضي الله عنه: (وَدِدْتُ أَنِّي نَجَوْتُ مِنْهَا لَا أَجْرَ وَلَا وِزْرَ).