القاعدة والفائدة الدعوية الخامسة والعشرون في جانب تزكية النفس البشرية وتربيتها
ما المعوقات الخارجية لتزكية النفس:
فهي متمثلة في أمرين أساسيين، هما: الشيطان، والبيئة الفاسدة.
أ- أما الشيطان: فهو عدو الإنسان، قال تعالى:
(إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ).(فاطر: 6).
ومن أساليب الشيطان في صرف المرء عن التزكية:
1- تزيين الشهوات والأهواء للنفس، وخداعها، فقد جاء في القرآن الكريم:
(قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ).(الحجر: 39).
كما فعل مع سيدنا آدم وحواء.
2- تصويره العوائقَ عقباتٍ كبيرةً يَصعب على المرء تجاوزها، فييأس من علاجها.
3- إشغال الناس بإلقاء العداوة والبغضاء فيما بينهم.
4- التدرج في الإغراء والصرف عن الطاعة وفعل الخير، قال تعالى: (فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ).(الأعراف: 22).
فيبدأ بتزيين الكفر للمرء أولا، ثم بتزيين البدع والضلالات، ثم بفعل الكبائر فالصغائر، فإن لم يجد ذلك منه، دعاه إلى الإكثار من المباحات إشغالا له عن الطاعات، أو بالإشغال بالعمل المفضول عن الفاضل، أو تسليط جُنده على المرء بالإيذاء كما أشار إلى ذلك الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-…