القاعدة والفائدة الدعوية الثالثة في جانب تزكية النفس البشرية وتربيتها
القدوة العملية الصالحة أقوى وأنفع أساليب تزكية النفس البشرية، وتتحقق بوسائل عديدة:
أ- من وسائل تحقيقها:
التعمق في دراسة السيرة النبوية المطهرة، والتدبر فيها، والتأسّي بها، وذلك لأن الرسول ﷺ هو القدوة الصالحة المطلقة للإنسانية، يقول تعالى:
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).(الأحزاب: 21)
ب- ومن وسائل تحقيقها:
العناية بدراسة سيرة العلماء الربانيين من الصحابة الكرام والتابعين لهم بإحسان، والتدبر فيها، والتأسي بها عمليا بقدر الاستطاعة.
جـ- ومن وسائل تحقيقها:
صحبة الصالحين والمصلحين والمربيين، والتأسي بهم في سلوكهم وتصرفاتهم في ضوء سيرة الأسوة المطلقة سيرته ﷺ، فهم القدوات المقيدة بها.
د- ومن وسائل تحقيقها:
حسن اختيار الجلساء والأصدقاء للنفس والأهل والأولاد، فقد جاء في الحديث الشريف المتفق عليه: (الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ).
وجاء في المتفق عليه أيضا:
(إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً).
هـ- ومن وسائل تحقيقها:
عَقْدُ أخواتٍ خاصة تقوم على أساس التحابب في الله عزوجل، والتناصح والتواصي فيه…
فقد جاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:
(الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ، الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ حَيْثُ لَقِيَهُ يَكُفُّ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ وَيَحُوطُهُ مِنْ وَرَائِهِ).
وقد مَثَّلَ سلمان الفارسي رضي الله عنه للأخوين فقال:
(مثل الأخوين، مثل اليدين، تغسل إحداهما الأخرى).